الارشيف / عرب وعالم

معارك طاحنة بين حماس والجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 21 مايو 2024 10:06 صباحاً - تدور في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة اشتباكات طاحنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى مع إعلان الجيش بدء شن عملية عسكرية موسعة على المخيم.

ويخوض المقاتلون الفلسطينيون معارك ضارية مع الجيش الإسرائيلي في محاولة للتصدي له ومحاولة منعه من التقدم، فيما يواجه الجيش ذلك بكثافة نارية غير مسبوقة وقصف مدفعي وجوي عنيف جدًّا، فضلًا عن نسف المربعات السكنية للتوغل أكثر.

حركة حماس والفصائل الفلسطينية تقاتل في معركة المخيم بكل طاقتها العسكرية

محمد دياب، باحث في الشأن السياسي

وقال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني محمد دياب، إن معركة مخيم جباليا لها طابع خاص حيث يعتبر المخيم قلب شمالي قطاع غزة، وبؤرة قريبة جدًّا من الحدود المباشرة مع إسرائيل عبر معبر بيت حانون/ إيريز.

وأضاف دياب في حديث لـ"الخليج الان"، أن "شمال غزة" هو المحافظة الأكثر إطلاقًا للصواريخ في قطاع غزة، نظرًا لأهداف عسكرية تتمثل بالقرب من الأهداف الإسرائيلية بالإضافة إلى إصابة الأهداف بدقة أكبر.

وتابع: يشهد مخيم جباليا حاليًّا معارك عسكرية طاحنة وتقدمًا إسرائيليًّا غير مسبوق للدبابات والآليات العسكرية.

ولفت دياب إلى أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية تقاتل في معركة المخيم بكل طاقتها العسكرية "لأنها تعلم أن سقوط مخيم جباليا وشمال قطاع غزة والإجهاز على الكتائب المتبقية فيه بالتزامن مع العملية العسكرية في رفح يعني أن إسرائيل بدأت بتحقيق أهدافها المعلنة".

وأوضح أن الكثافة النارية المفرطة التي تستخدمها إسرائيل في ما تفعله الآن في مخيم جباليا "تدلل على حجم الخسائر التي يتكبدها الجيش داخل المخيم، بالإضافة إلى التمهيد للآليات العسكرية من أجل التقدم وبسط السيطرة".

حماس أمام خيارات صعبة والجيش الإسرائيلي يستخدم قوة عسكرية هائلة

رائد موسى، خبير في الشؤون العسكرية

من جهته قال الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رائد موسى إن العملية العسكرية على مخيم جباليا أقصى شمالي قطاع غزة، إلى جانب العملية العسكرية على مدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، تأتي من أجل تحقيق الهدف الأول من الحرب وهو تفكيك وإنهاء قدرات حماس العسكرية.

وأضاف موسى في حديث لـ "الخليج الان": يتوغل الجيش الإسرائيلي الآن في رفح مصحوبًا بغطاء ناري مكثف من أجل السيطرة على محور فيلادلفيا بالدرجة الأولى وتفكيك شبكات الأنفاق في المدينة.

وتابع بالقول: يستمر الجيش في التوغل في عمق مخيم جباليا ليضع قدمه في كل شمال قطاع غزة، تمهيدًا للبدء في المرحلة الثالثة وهي السيطرة الأمنية على شمال وادي غزة.

وأوضح أن المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية تتضمن فرض سيطرة الجيش الإسرائيلي على الوصول إلى أي مكان في عمق المحافظات بوقت قصير وبأقل مواجهة عسكرية ممكنة.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم من وقت لآخر بإعادة الانتشار بالقرب من الحدود مع القطاع للتدرب على نجاعة هذا الهدف، كما فعل في مجمع الشفاء الطبي قبل نحو شهرين.

وأكد الخبير العسكري أن حماس أمام خيارات صعبة، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي قوة عسكرية هائلة لا تستطيع جيوش نظامية أن تصمد أمامها من جهة، ومن جهة أخرى فإنها تحاول أن تأخذ بعين الاعتبار مرحلة اليوم التالي من الحرب وسيناريوهات التعامل مع السلطة الجديدة.

أخبار ذات صلة

هل تتبع إسرائيل سياسة "الأرض المحروقة" في جباليا؟

وأوضح موسى أن التصدي العسكري الكبير للجيش المتوغل يوحي بأن حماس اختارت المواجهة الكاملة على أن تتجهز لليوم التالي للحرب، لا سيما وهي تعرف أنها ستعود إلى بدايات العمل العسكري مع إسرائيل.

وأكدّ موسى أن التوغل الإسرائيلي إلى عمق المخيم يسهل على الجيش دراسة طبوغرافية المخيم، والتعرف على منافذه مع كافة البلدات والأماكن المحيطة به في محافظة شمال قطاع غزة، لا سيما في ظل التحضير للمرحلة الثالثة قبل أن يعاد بسط النفوذ والسيطرة الأمنية على القطاع.

Advertisements