الارشيف / عرب وعالم

زيلينسكي يرفض "هدنة الأولمبياد" ويطلب من واشنطن التصعيد‎

محمد الرخا - دبي - الاثنين 20 مايو 2024 10:06 صباحاً - رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الهدنة مع روسيا خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس العام الجاري، التي طرحتها فرنسا قبل مدة وأبدت روسيا استعدادها لدراسة الطلب.

ووفقا لزيلينسكي يأتي هذا الرفض خوفا من استغلال موسكو الهدنة لنقل قوات إضافية للأراضي الأوكرانية، إذ طلبت أوكرانيا من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادر في البيت الأبيض والبنتاغون.

ورأى الخبير في الشؤون الأوكرانية سيرغي ناركيزوف، أن "قرار الرفض الأوكراني لهدنة باريس كان متوقعا، وأن كييف تعد الساعات خوفا من السيطرة الروسية على المزيد من الأراضي الأوكرانية".

وقال ناركيزوف لـ"الخليج الان" إن" زيلينسكي يزداد تخوفه يوما بعد يوم خاصة بعد هجوم خاركيف فلو أجلت موسكو هجومها على هذه المقاطعة لكان زيلينسكي قد قبل بالتهدئة لأنها ستأتي بمصلحته للحصول على مزيد من الوقت لترتيب صفوف قواته ووصول الذخيرة الكافية لكن الآن الوضع بات مختلفا".

وأضاف أنه "من وجهة نظر كييف فإن أي تهدئة الآن ستصب بمصلحة موسكو وستعطيها الوقت الكافي لتمتين تواجدها في المناطق التي سيطرت عليها خاصة في خاركيف، هجوم خاركيف جاء في وقت ذهبي أربك الإدارة الأوكرانية والغربية معا حيث الهجوم كان متوقعا ببداية شهر حزيران وليس الآن واعتمد الغرب على هذا التوقع لأن روسيا كانت تحشد قواتها بالقرب من خاركيف ببطء شديد وهذا ما طمأن الغرب بأن الهجوم سيحتاج لشهر أو أكثر حتى يبدأ، لكن روسيا تحركت بذكاء وبهجمة مباغتة لم تكن متوقعة".

وحول غضب باريس من رفض كييف لهدنتها المقترحة، أفاد الخبير بالشؤون الأوكرانية "لا أعتقد أن باريس ستنزعج لأن قرار زيلينسكي مبرر نوعا ما لكنها ستكثف من محاولاتها وربما ستلجأ لإرسال بعض الرسائل لموسكو للتوقف في خاركيف مقابل وعود بالعزوف عن إرسال أي جنود أو مدربين فرنسيين إلى أوكرانيا".

وأشار ناركيزوف إلى أن الغرب "ربما سيشارك باريس بتمرير بعض الوعود لموسكو مقابل تطبيق الهدنة والتوقف في خاركيف وباعتقادي ربما توافق موسكو لكن تبقى الكرة بملعب كييف وكل الاحتمالات مفتوحة".

طلب أوكراني قيد الدارسة

وحول ما كشفته وسائل إعلام أمريكية حول طلب كييف من واشنطن إعطاءها الضوء الأخضر لضرب الأراضي الروسية بسلاح أمريكي، استبعد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية غينادي بانارين، حدوث ذلك.

وأوضح بانارين لـ"الخليج الان" أن "واشنطن تعتبر من أكثر الدول حذرا بالتورط المباشر بالحرب مع روسيا لأنها تعي تماما أنها ستقود التصعيد وستكون رأس الحربة في حال حدوث تصادم مباشر فهي مرتاحة بالحرب بالوكالة على الأراضي الأوكرانية ولا تريد تغيير قواعد الاشتباك الحالية لكنها تستمر فقط برفع مستوى الدعم العسكري بما يتوافق مع التطورات الميدانية على الأرض".

ونوه إلى أنه "في حال وافقت الولايات المتحدة على طلب أوكرانيا فهذا دليل على أن الصراع دخل فعليا مرحلة جديدة ما يتطلب ردا وتغييرا في سياسة موسكو تجاه حلفاء كييف حيث استبقت موسكو أي قرار قد يصدر وأكدت أنها مستعدة لخفض التمثيل الدبلوماسي مع واشنطن وهذا يعني ضرب أي فرصة لوجود حوار روسي أمريكي لتهدئة الوضع".

وتابع" هذا سياسيا، أما عسكريا فالرد سيكون أعنف مستهدفا المصالح الأمريكية في أوكرانيا وسيتوسع بنك الأهداف في أوكرانيا ليشمل ربما مراكز حساسة منها مراكز استخباراتية قد يكون بداخلها رجال استخبارات أمريكان أو مقرات ومطارات عسكرية أوكرانية لأمريكا تواجد سري فيها".

ولفت بانارين إلى أن هناك سيناريوهين مرتقبين من الغرب، "الأول وهو الذي استبعده وهو التصعيد وضخ المزيد من الأسلحة لكييف وتوجيه كييف لضرب العمق الروسي، والثاني الذي أعتقد أنه سيتم وهو نصف تصعيدي أي الاستمرار بوتيرة الدعم لكن فتح الباب لأي فرصة حوار تنهي الصراع الذي ينحدر لمستويات خطيرة ستؤثر على الجميع".

Advertisements

قد تقرأ أيضا