الارشيف / عرب وعالم

الخلافات تعصف بتجمع قوى تحرير السودان بعد عزل رئيسه

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الأحد 19 مايو 2024 11:13 مساءً - احتدمت الخلافات داخل حركة "تجمع قوى تحرير السودان"، بعد أن قررت مجموعة موالية للجيش السوداني، عزل رئيس الحركة الطاهر أبوبكر حجر؛ بعد اتهامه بموالاة قوات الدعم السريع.

وصدر قرار عزل حجر من رئاسة قوى تجمع تحرير السودان، من "مجلس التحرير الثوري المركزي"، وهو أعلى سلطة رقابية داخل الحركة.

وقال المجلس في بيان موقع باسم نائبه، أحمد محمد سليمان "شركة"، إن المجلس قرر إعفاء الطاهر حجر، من رئاسة تجمع قوى تحرير السودان وتشكيل لجنة لمحاسبته؛ وذلك لارتكابه تجاوزات ومخالفات دستورية، رصدها في عشر نقاط.

أخبار ذات صلة

السودان.. معارك عنيفة في محور الجيلي شمال الخرطوم

وعلى رأس المخالفات الدستورية، التي ارتكبها الطاهر حجر بحسب نص البيان هي "ارتكابه جريمة الخيانة العظمى بمساندته قوات الدعم السريع خلال الحرب الجارية مع الجيش السوداني، مشيرًا إلى أن ذلك كان سببًا في إعفاء حجر من مجلس السيادة الانتقالي.

وكان قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، أصدر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قرارًا بعزل الطاهر حجر من عضوية مجلس السيادة الانتقالي؛ لتمسكه بموقف الحياد حيال الحرب الجارية.

وأكد البيان إحالة كل سلطات واختصاصات رئيس الحركة المعزول، لنائبه عبدالله يحيى أحمد.

الطاهر أبوبكر حجرالخليج الان

يشار إلى أن نائب رئيس قوى تحرير السودان عبدالله يحيى لم يُعزل من منصبه وزيرًا للتنمية العمرانية، من قبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الذي عزل جميع وزراء "اتفاق سلام جوبا" الذين لم ينحازوا للجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب في الـ15 من شهر نيسان/أبريل 2013 ظل عبدالله يحيى، متواجدًا بمدينة بورتسودان العاصمة البديلة لسلطة الجيش.

وفي قرار مضاد لنائب رئيس مجلس التحرير الثوري، أصدر مقرر المجلس، أبوبكر النور يعقوب، بيانًا فند فيه قرار عزل الطاهر حجر، قائًلا إن قرار إعفاء أي عضو بالمكتب التنفيذي يجب أن يستند على إجماع بنسبة ثلثي أعضاء زائد واحد من المجلس التشريعي وفق المادة 7_7 الفقرة 1 والمادة (7_8) الفقرة 9 من اختصاصات المجلس.

وأكد البيان أن مجلس التحرير الثوري لم يعقد اجتماعاً منذ الـ8 من شهر شباط/فبراير من عام 2024، وأن الذي يدعو للاجتماع هو مقرر المجلس، موضحًا أن بيان عزل حجر من رئاسة الحركة لا يمثل إلا الشخص الذي أصدره.

ليست ذات تأثير

وحول تأثير الخلافات داخل قوى تحرير السودان على الأوضاع في إقليم دارفور، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، علاء الدين بابكر، إنه "لن يكون لها أي تأثير لجهة أن الحركة نفسها ليست ذات تأثير كبير كما أنها كانت عمليًا تقاتل مع الجيش السوداني منذ لحظة اندلاع الحرب ولم يكن لذلك تأثير على الأوضاع".

وأشار لـ"الخليج الان" إلى أن قوى تحرير السودان، هي في الأصل تجميع لثلاث بقيادة "الطاهر حجر، وعبدالله يحيى، وعبدالله جنا"، حيثُ اتفق الثلاثة في عام 2017 على الاندماج في حركة واحدة أعطوا رئاستها لحجر، بينما كان واضحًا أنه لم يكن هنالك انسجام وتوافق بينهم.

الحركة أصبحت جزءاً من اتفاق جوبا للسلام الموقع في عام 2020، والذي قاد إلى مشاركتها في السلطة الانتقالية

علاء الدين بابكر

وأكد بابكر أن الحركة أصبحت جزءاً من اتفاق جوبا للسلام الموقع في عام 2020، والذي قاد إلى مشاركتها في السلطة الانتقالية، مشيرًا إلى أن محاولات كانت داخل الحركة لعزل الطاهر حجر من خلال المؤتمر العام الذي تعطل انعقاده بسبب الحنكة السياسية لرئيسها، وفق قوله.

ووصف موقف الطاهر حجر من حرب الـ15 من شهر نيسان/أبريل بالجيد، لأنه رفض الانخراط فيها وقرر البقاء على الحياد، بينما رفقاؤه الآخرون "عبدالله يحيى وعبدالله جنا" انحازوا إلى الجيش السوداني وقاتلوا في صفوفه ضد قوات الدعم السريع.

واستبعد بابكر أن يكون للطاهر حجر قواسم مشتركة مع قوات الدعم السريع؛ لأنه سبق ووقف ضد "الدعم السريع" حينما كان الأخير جزءًا من انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول ضد حكومة عبدالله حمدوك.

هشاشة تنظيمية

يرى المحلل السياسي عبدالرحمن العاجب، أن تجمع قوى تحرير السودان، هو تحالف يعاني هشاشة تنظيمية لجهة أن مؤسسيه من خلفيات سياسية وفكرية مختلفة بعضهم إسلاميون والبعض الآخر يساريون.

وقال لـ"الخليج الان" إنه "بعد اندلاع حرب الـ15 من شهر أبريل/ نيسان الماضي، اختارت الحركة موقف الحياد، ولكن بعد فترة اختار القياديان بها "عبدالله يحيى، والقائد العام لجيشها الجنرال عبدالله جنا" ومجموعة من القيادات السياسية والعسكرية التخلي عن موقف الحياد والانحياز إلى صف الجيش.

يبدو أن خطوة العزل لم تجد التأييد من بعض القادة السياسيين والعسكريين الذين فضلوا الوقوف مع رئيس الحركة الذي تمسك بموقف الحياد

عبدالرحمن العاجب

وأوضح العاجب أن "ذات المجموعة قامت بعزل الطاهر أبوبكر حجر من رئاسة الحركة، ولكن يبدو أن هذه الخطوة لم تجد التأييد من بعض القادة السياسيين والعسكريين الذين فضلوا الوقوف مع رئيس الحركة الذي تمسك بموقف الحياد"، وفق قوله.

وأشار إلى أن حجر أعلن عن تشكيل قوة مشتركة محايدة من (2500) جندي مع رفيقه الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، الذي أقاله البرهان بدوره من عضوية مجلس السيادة الانتقالي.

أخبار ذات صلة

"إعلان نيروبي" بين حمدوك ونور يضع تصورا لحل أزمة السودان (صورة)

وقال العاجب إن المجموعة التي اختارت الوقوف مع الجيش بقيادة "عبدالله يحيى وعبدالله جنا" فقدت الكثير من مقاتليها خلال المعارك التي دارت بمحور الجيلي في الأيام الماضية، كما فقدت بعض مقاتليها في المعارك التي تدور حالياً وبشكل عنيف في محور الفاشر.

واستبعد صحة الاتهامات التي تلاحق الطاهر حجر بأنه داعم لقوات الدعم السريع، موضحًا أن الطاهر حجر كان رافضا لانقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وحرب 15 أبريل/ نيسان 2023، وهو ما دفع البرهان لعزله من عضوية مجلس السيادة.

وأكد العاجب أن أمين التنظيم والإدارة وكبير مفاوضي الحركة، الدكتور إبراهيم زريبة، تقدم الأسبوع الماضي باستقالته من الحركة؛ بسبب هذه الخلافات، وهو بمثابة عرابها والمنظر الأساسي لمشروعها السياسي.

Advertisements