محمد الرخا - دبي - السبت 18 مايو 2024 09:03 مساءً - سباق محموم بين الحرائق والحصاد في سوريا، يجري عادةً كل عام، نتيجة ارتفاع الحرارة، ووقوع بعض الحوادث التي تؤدي إلى اشتعال النيران في الحقول.
وبعد أن شهدت الأيام السابقة، حرائق واسعة في حقول الحسكة ودرعا، تجددت حرائق حقول القمح، في إدلب وبصرى الشام، في وقت تجري فيه عمليات حصاد المحصول.
ووفقًا لمديرية زراعة إدلب، فإن عدة حرائق تم إخمادها في حقول قرى "الطلحية وجوباس في سراقب، والبليصة، وتل خطرة، وأبو جريف، وصولاً إلى المعرة"، حيث وصلت المساحات المتضررة إلى ما يقارب 3000 دونم.
ولم تسلم مناطق جنوب سوريا من الحرائق، حيث تجددت في مدينة بصرى الشام القريبة من درعا، إذ تمكنت وحدة الإطفاء بالتعاون مع الفلاحين من إخمادها بعد جهود مضنية.
حرائق تطال المحاصيل الزراعية في سورياالخليج الان
وتساهم الرياح النشطة في سرعة انتشار الحرائق، حيث تُصعّب ملاحقتها مع وجود مساحات كبيرة من أراضي القمح الناضج والجاف سريع الاشتعال، ما دفع مديريات الزراعة والفلاحين إلى اتباع أساليب حماية تمنع امتداد النار.
وزودت وزارة الزراعة، الفلاحين ببعض الإرشادات لتجنب حرائق المحاصيل الزراعية خلال فصل الصيف، منها: ترك مسافة أمان تفصل بين الحقول، والابتعاد عن الطرق العامة.
وكثيرًا ما تتسبّب الحصادات بحرائق أثناء عملها في حصاد القمح، نتيجة عطل ميكانيكي أو كهربائي يولد شرارة تؤدي للحريق، لذلك طلبت الوزارة من الفلاحين صيانة الحصَّادات، والتأكد من سلامتها قبل البدء بالعمل.
محاولة السيطرة على حرائق المحاصيل الزراعية في سورياالخليج الان
وتلعب الأخطاء البشرية دورًا كبيرًا في نشوب حرائق الحقول، مثل إشعال النار في المخلفات، أو نتيجة لعب الأطفال، أو رمي أعقاب السجائر، وهو ما يقتضي حملة توعية سنوية موجهة للأهالي في كل موسم.
وكانت الحرائق، قد التهمت قرابة 100 دونم من القمح في ريف الحسكة قبل أيام، إضافة إلى 35 هكتارًا من الشعير، "الهكتار يساوي 10 دونمات"، و4 هكتارات من القمح، و2 هكتار من أشجار الزيتون، في ريف درعا.
ويتكرر مشهد حرائق حقول القمح كل موسم، وتختلف شدته تبعًا للمناخ، وسرعة الرياح، وسرعة التحرك لإخماده. لكن الخسارات التي تتسبب بها الحرائق، تعد كبيرة نظرًا لحجم الهكتارات التي تأتي عليها.
ويعمل الأهالي في معظم المناطق، على تقسيم أنفسهم مجموعاتٍ تناوب في الأراضي الزراعية، تحسبًا لنشوب الحرائق، حيث يلعب عامل الزمن والتحذير المبكر، دورًا كبيرًا في إطفاء الحريق والحد من انتشاره.