الارشيف / عرب وعالم

قبل انتخابات الرئاسة.. نتنياهو يُدخل بايدن سباقاً مع الزمن لوقف الحرب

محمد الرخا - دبي - السبت 18 مايو 2024 11:26 صباحاً - أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، حليفه الأول الرئيس الأمريكي جو بايدن، قسراً، على الدخول في سباق مع الزمن من أجل محاولة إنهاء حرب غزة، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويعيش الرئيس الأمريكي، وفق مراقبين، حالة من الفوضى السياسية، أفرزت تخبطاً في القرارات وسوء إدارة للمواجهات، سواء مع حليفه نتنياهو أو مع منافسه على مقعد الرئيس دونالد ترامب والناخبين الأمريكيين.

ووجد الرئيس الأمريكي نفسه مجبراً على التحول من "ديك" يصدح بالدعم اللامحدود وغير المنطقع لإسرائيل ونتنياهو، إلى "حمامة سلام" تطالب بوقف حرب إسرائيل الدموية بل وتتوعد بوقف تزويدها بأنواع من القنابل.

ويبدو أن جو بايدن يضع نصب عينيه حالياً ساعة رملية ويراقب ذراتها وهي تتهاوى ببطء يقتله أكثر من قتل أسلحته للفلسطينيين، كما اعترف بلسانه، حين قال، إن الأسلحة الأمريكية استخدمت لقتل المدنيين في قطاع غزة.

أخبار ذات صلة

مجلس النواب الأمريكي يلزم بايدن بإرسال أسلحة لإسرائيل

أبعاد الحرب

ويدرك بايدن أن مرور الأيام يقربه أكثر من فقدان منصبه في البيت الأبيض لصالح منافسه ترامب، الذي لا يلقي بالاً للمحاكمات التي يخوض غمارها، بل يعيش حالة من الثقة مع تزايد تأييده، بحسب الاستطلاعات.

وتشير معطيات الميدان، إلى تفوق حماس والفصائل في غزة في إدارة الحرب، وفق تأكيدات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، في وقت تتعمق خلافات مجلس الحرب الإسرائيلي وباتت تطفو على السطح أمام الجميع.

كل ذلك، وانسجاماً مع جمود المفاوضات، وإصرار كل طرف من طرفي الحرب على موقفه ومطالبه، يجد الرئيس الأمريكي نفسه أمام حرب في الجانب الآخر من الكرة الأرضية قد تطيح تطوراتها قريباً بطموحه السياسي.

أخبار ذات صلة

غانتس يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع إبرام صفقة مع حماس

تقليص الفوارق

وترقب عين بايدن حالياً تصاعد الشقاق في إسرائيل، خاصة مع تسريب ترجيحات في الإعلام العبري، الجمعة، بتقديم الوزير بيني غانتس عضو مجلس الحرب، استقالته من الحكومة، مع تصاعد الخلافات مع نتنياهو.

وتسبب الحديث عن "اليوم التالي" للحرب على غزة في توسيع الشرخ السياسي بين قادة إسرائيل أكثر فأكثر، خاصة مع تأكيد وزير الدفاع يوآف غالانت أن نتنياهو لا يملك استراتيجية للحرب، فيما يرى الجنود أن العودة لشمال غزة "عبثية".

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن غانتس يتقدم على بنيامين نتنياهو في التأييد لمنصب رئيس الوزراء بنسبة 45% مقابل 35%، مضيقاً الفارق عن آخر استطلاع من 12 إلى 10%، هذه المرة.

وكشف الاستطلاع أن حوالي نصف الإسرائيليين (48%) يؤيدون كلام وزير الدفاع بخصوص "اليوم التالي" في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مقارنة مع 34% يبررون كلام نتنياهو بأنه لا جدوى من الحديث عن الوضع.

وتقوم خطة غالانت على تسليح فلسطينيين، تختارهم المخابرات الفلسطينية، بسلاح خفيف لتولي الإدارة المدنية للقطاع بإشراف دولي، رافضاً تواجد إسرائيل العسكري بعد الحرب وكذلك السماح ببقاء حماس ممسكة بمقاليد الحكم في غزة.

في خضم تلك الأوضاع المتردية، إسرائيلياً وفلسطينياً، تكثف الإدارة الأمريكية اتصالاتها مع تل أبيب، للاطمئنان على الأوضاع لحظة بلحظة، فمن بايدن نفسه إلى وزير خارجيته بلينكن ووزير دفاعه أوستن، لا تنقطع اتصالات واشنطن مع تل أبيب.

أخبار ذات صلة

مقتل وجرح 20 جنديًا إسرائيليًا إثر تفجير مبنى مفخخ في جباليا

"يكذبون علينا"

وكشف استطلاع آخر للرأي أجرته القناة 14 التلفزيونية العبرية، أن 73% من ناخبي اليمين الإسرائيلي يعتقدون أن على رئيس الوزراء نتنياهو إقالة وزير الدفاع غالانت.

واستضافت القناة 14 العبرية عاميت هاليفي عضو الكنيست عن حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو.

وأكد هاليفي، أن "كتائب حماس الـ 24 موجودة وتتنفس، وكذلك الجهاد الإسلامي، ولم يتم تدمير أحد"، مضيفاً: "لقد كذبوا علينا بأنه تم القضاء عليهم".

وقال إن "الأحداث الصعبة وتصريحات وزير الجيش بأن أغلبية كتائب حماس تم تدميرها بشكل كامل، أنا أقولها بمعرفة تامة ومسؤلية كاملة، كل كتائب حماس، دون الحديث عن الجهاد الإسلامي، نشطة وتضرب، وموجودون على الأرض".

وتابع هاليفي: "إنهم يعودون إلى كل مكان ننسحب منه، يسحبون منا السيطرة، وهو ما يعني سحب المفتاح، والذي هو مفتاح النصر، من كل مكان ننسحب منه يحدث بالضبط، كلهم يعودون، المجموعات المسلحة كلها".

من جهته، قال الجنرال احتياط إسحق بريك، في مقابلة مع قناة "كان" العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي لا يستطيع سحق حماس ويجب عليه البقاء في المناطق التي يسيطر عليها لتحقيق ذلك".

وأضاف أن "غالانت يذر الرماد في عيون الجمهور، ونتنياهو يريد أن يبقى رئيساً للوزراء ومستعد للتخلي عن أمن البلاد في مقابل تلك الغاية".

Advertisements