محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 10:14 مساءً - وجه رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، انتقادا شديدا لإدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشككا في استمرار الوجود العسكري الفرنسي في السنغال.
جاء ذلك في خطاب لسونكو، ألقاه في جامعة داكار، أمام حشد متحمس من الطلاب، وصفته صحيفة "جون أفريك" بأنه أكثر خطاباته مشحونة بالسياسة منذ توليه منصبه، في أبريل/نيسان.
وقالت الصحيفة إن "خطاب سونكو يسلط الضوء على تحول كبير في موقف السياسة الخارجية للسنغال؛ إذ يؤكد السيادة وتقرير المصير، مع الحفاظ على استعداد حذر للتعامل مع الشركاء الدوليين بشروط عادلة".
وأعاد سونكو، بحضور زعيم المعارضة اليسارية الفرنسية جان لوك ميلينشون، النظر في التحديات التي واجهها حزبه من عام 2021 إلى عام 2024، منتقدا بشدة السياسات الغربية والأوروبية، لا سيما السياسات الفرنسية.
كما اتهم ماكرون بدعم النظام السنغالي السابق خلال أكثر فتراته قمعا، قائلا: "لم تسمعوا قط الحكومة الفرنسية تدين ما حدث"، مؤكدا تأييد ماكرون لقمع المواطنين السنغاليين ذوي التطلعات السياسية.
وأوضح سونكو في خطابه أنه كان يتحدث كزعيم للحزب، وليس بصفته الرسمية، مشددا على ضرورة التعاون القائم على الاحترام المتبادل والاعتراف بسيادة الدول.
وكرر سونكو عزم السنغال إزالة القواعد العسكرية الأجنبية، مؤكدا أن الوجود الأجنبي طويل الأمد يتعارض مع السيادة الوطنية.
كما امتد انتقاد سونكو إلى ما وصفه بـ"الديناميكيات الاستعمارية" الجديدة في العلاقات بين أفريقيا وأوروبا، معربا عن خيبة أمله من سياسة ماكرون الإفريقية، معتبرا أنها "فشلت في النأي بنفسها عن دعم الأنظمة الاستبدادية".
لكن سونكو أبدى استعداد السنغال للتعاون مع فرنسا، مؤكدا ضرورة "احترام سيادة البلاد في المسائل النقدية والأمنية".
وفي معرض تناوله للقضية الأوسع للقواعد العسكرية الأجنبية، شكك سونكو في تأثيرها على السيادة الوطنية والاستقلال الاستراتيجي، مستهجنا "المعايير المزدوجة للدول الغربية وحلفائها الأفارقة، لا سيما فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على دول الساحل التي تشهد اضطرابات سياسية منذ عام 2020".
واعتبر هذه العقوبات "غير مقبولة"، معربا عن تضامنه مع دول الساحل، وتعهد بمواصلة الدعم.