محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 05:17 مساءً - وصلت المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس إلى طريق مسدود أفضى إلى اشتداد جولات القتال من جديد، وسط تحذير مراقبين من تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطالة أمد المفاوضات لأهداف سياسية.
وأعلنت إسرائيل عن عدة عمليات عسكرية جديدة، كان أبرزها العملية العسكرية على رفح، رغم التكدس الهائل للنازحين الفلسطينيين في المدينة.
ووصفت تقارير دولية انسداد أفق المفاوضات بين إسرائيل وحماس بأنه بمثابة "طوق النجاة" لنتنياهو للاستمرار في الحرب وتحقيق أهدافه، عبر استخدام الضغط العسكري وإجبار حماس على الاستسلام.
الخبير في الشأن السياسي والدولي الدكتور رائد نجم قال، إن نتنياهو يفضل استمرار الحرب على الدخول في مفاوضات تفضي إلى توقفها في نهاية المطاف.
وأشار إلى أن هذا ما أكدته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بأن نتنياهو يفضل إضعاف حماس على القضاء عليها.
ضغط عسكري لإجبار حماس على القبول الكامل بالاشتراطات الإسرائيلية
رائد نجم، خبير في الشأن السياسي
وأضاف نجم، في حديث لـ "الخليج الان"، أنه بعد المطالب المتناقضة من كلا الطرفين يصعب أن تفضي أي عملية تفاوضية إلى اتفاق، وبالتالي فإن هناك ضغطا عسكريا إسرائيليا هائلا يمارسه الجيش على الأرض لحسم أوراق التفاوض وإيصال حماس إلى مرحلة القبول الكامل بالاشتراطات الإسرائيلية.
ورأى أنه "لا يصح تسمية ما يدور بين إسرائيل وحركة حماس برعاية الوسطاء بأنها جولات تفاوضية، ولا سيما أن إسرائيل تسعى إلى خلق واقع سياسي وأمني جديد ينهي حكم حماس ويقضي على قدراتها العسكرية والسلطوية".
وتابع الخبير السياسي بالقول، إن أي جولات تفاوضية هي في الأساس لا تنسجم مع أهداف الحرب التي أعلنها الجيش الإسرائيلي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر والمتمثلة في القضاء على حكم حماس، وقدراتها العسكرية، بالإضافة إلى إعادة الرهائن.
ولفت إلى أن نتنياهو يريد كسب الوقت للوصول إلى المراحل النهائية لإضعاف حماس التي يعتقد أنها حينذاك لن تكون ندًّا له للجلوس على طاولة المفاوضات.
وأوضح أن ذلك يكون من خلال استخدام المزيد من الضغط العسكري، والإعلان من جهته عن وقف إطلاق نار من جانب واحد، ليكون قد وصل إلى أهدافه وخلق واقع سياسي وأمني جديد في غزة.
وأشار نجم إلى أن حماس تعتبر أن ورقة الأسرى هي الورقة الوحيدة التي تملكها وتستطيع من خلالها إجبار نتنياهو على الجلوس على طاولة المفاوضات والعودة لفرض جزء من شروطها على الطاولة.
يجب التفكير في مسارات جديدة على المستوى الفلسطيني
يحيى قاعود، باحث سياسي
من جهته قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إنه بعد مرور أشهر من التفاوض لإبرام صفقة تبادل، وإعلان الأطراف كافة أن المفاوضات مستمرة، يمكن القول إن الفكرة الجوهرية في التفاوض هي الوصول لاتفاق وليس التفاوض من أجل التفاوض.
وأضاف قاعود، في حديث لـ "الخليج الان"، أن الكل أوضح متطلباته وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، وهي متناقضة تمامًا وصعبة الوصول، ما يعني أن أي جولة مفاوضات قادمة لن تقود إلى شيء طالما بقيت الأهداف والتطلعات كما هي.
وتابع: "هذا يستدعي التفكير في مسارات جديدة على المستوى الفلسطيني وإدخال متغيرات حقيقية لتجاوز الاشتراطات الإسرائيلية، كالتفاوض الفلسطيني الجمعي بما فيها حركة حماس وليس حماس وحدها التي تريد إسرائيل القضاء عليها".
وأوضح الباحث السياسي أن وقف الإبادة يتطلب الضغط الأمريكي والعربي الجاد على إسرائيل من أجل تغيير الأهداف المعلنة والوصول إلى صفقة، "وإلا سوف تبقى المفاوضات قائمة والإبادة أيضاً قائمة، وهذا ما يريده نتنياهو من خلال إطالة أمد الحرب لخلق واقع سياسي ومعيشي جديد بالنسبة للفلسطينيين".
أخبار ذات صلة
3 سيناريوهات لحرب غزة بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود