محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 03:03 مساءً - بدأ موسم قطاف الوردة الشامية منذ عدة أيام، وسط توقعات بإنتاج وفير، يتيح تصدير كميات جيدة من هذا المنتج الذي يوصف بأنه يضاهي الذهب.
وتشتهر عدة مناطق في سوريا، بزراعة الوردة الشامية، أهمها قرية "المراح" في ريف دمشق، وقرية "النيرب" في ريف حلب.
وتعد الوردة الشامية شجيرة معمرة، ذات قدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة، تمتاز بعطريتها العالية، وتستخدم في صناعة مواد التجميل والعطور ومعالجة بعض الأمراض.
الخليج الان
ويُستخدم اسم "لاروزا داماسينا" العلمي عند الإشارة إلى "الوردة الشامية"، وفي أوروبا يكتفي العلماء بتسميتها "وردة دمشق" نسبة إلى موطنها الأصلي.
وتُوجت الوردة الشامية، ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو العام 2019. ويجري تطوير سلالات من الوردة الشامية، بشكل دائم، إضافة إلى توسيع المساحات المخصصة لزراعتها.
الخليج الان
أريج الورود يعبق في الجو
وخلال موسم القطاف، تعبق رائحة الأريج في أجواء الأراضي الزراعية، ترافقها طقوس من الاحتفاء يحييها المزارعون الذين يجتمعون قبل شروق الشمس، من أجل الانطلاق إلى الحقول للعمل في قطف الموسم.
وتناط مهمة قطاف الوردة الشامية بالنساء، بحسب التقاليد. فقطافها يحتاج أناةً وهدوءً وبراعة. وبعد أن يتم قطاف الورود واحدة تلو الأخرى، تُجمع في سلال ثم ترسل إلى معامل التقطير.
وتأخذ الوردة الشامية، بعدًا ثقافيًا عند السوريين، فترافق قطافها الأغنيات الشعبية، وتقام الكرنفالات، ويحرص الناس على الاحتفاظ بمؤونة في البيوت من زيوتها وعطرها، وأوراقها لاستخدامها في علاج الأمراض.
الخليج الان
إنتاج يطمح للتصدير
وتبعًا لأرقام وزارة الزراعة السورية، يصل مردود الهكتار الواحد المزروع بالوردة الشامية، إلى 200 كيلوغرام. وكل 4 كيلوغرامات من الورد الأخضر تنتج كيلوغرامًا واحدًا من الورد اليابس.
ويعطي الكيلوغرام الواحد من الورد، ليترًا واحدًا من ماء الورد. أما الزيت العطري، فيحتاج إلى 12 كيلوغرامًا من أزرار الورد، وهو سبب ارتفاع سعره، حيث يصل سعر الغرام الواحد إلى 70 دولارًا.
وخلال السنوات الماضية، توسعت زراعة الوردة الشامية في مختلف المناطق، لتشمل مئات من الهكتارات الجديدة. ويجري التشجيع على زراعتها وتحويلها إلى منتج اقتصادي يصدر للخارج كمادة خام أو مصنوعات.
الخليج الان
وتعمل وزارة الزراعة والجهات الأهلية، على تصدير كميات كبيرة من الوردة الشامية ومصنوعاتها، خاصة إلى الصين، حيث تلقى رواجًا كبيرًا في السوق. لكن عقبات الحصار الاقتصادي والنقل البحري والتحويل المصرف، تعيق توسع التصدير.
ويؤكد مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني، في كلمة ألقاها خلال مهرجان قطاف الوردة الشامية، أن المساحات المزروعة بلغت 30 هكتارًا بحلب، منها 23 هكتارًا في قرية النيرب.
الخليج الان
أما في ريف دمشق، فتبلغ المساحات المزروعة بالوردة الشامية 300 هكتار، تتوزع بين النبك وقراها، والغوطة الشرقية والتل.
وتقول المزارعة أم محمد، لـ"الخليج الان": "الوردة الشامية مباركة. فيها سرّ كبير وتأثير خفيّ على الجمال والصحة".
ويتعامل الفلاحون، خاصة النساء، مع الوردة الشامية، برفق ومداراةٍ، ويعتقدون أنها تعطيهم ماء الحياة والرزق الوفير، كما يعني وجودها في حديقة المنزل أو الأرض الزراعية، فأل خير وطاقة إيجابية.