الارشيف / عرب وعالم

مستنسِخة سيناريو ميانمار وأفغانستان.. الصين تتسلل إلى النيجر

محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 01:10 مساءً - بدأت الصين في التقارب مع النيجر لإنشاء قاعدة عسكرية ثانية في أفريقيا، مستفيدة من الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في الحفاظ على وجودها هناك.

واعتبر تقرير أفريقي أن بكين تستنسخ بذلك سيناريو إستراتيجيتها في أفغانستان وميانمار لترسيخ نفوذها.

وسلط التقرير الذي نشره موقع "بي أم ديلي" الضوء على قضية تسلل الصين إلى النيجر، مستفيدة من اضطراب العلاقات مع الولايات المتحدة ووقف عملياتها العسكرية.

وقد لا تبدو النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا وتقع في الصحراء الكبرى، كحليف رئيس للولايات المتحدة، لكنها كانت بمثابة نقطة انطلاق حاسمة لعمليات الجيش الأمريكي لمحاربة الجماعات المتشددة في المنطقة.

وكان المجلس العسكري الحاكم الجديد في النيجر قد أعلن، مؤخرًا، أن الوجود العسكري الأمريكي يشكل انتهاكا لدستور النيجر، وظل مصير الوجود الأمريكي، بما في ذلك قاعدتان عسكريتان للطائرات دون طيار، غير مؤكد.

إستراتيجية تاريخية

وبحسب التقرير، فإن الصين أظهرت تاريخيًا استعدادها للتعامل مع الأنظمة الاستبدادية، حيث تنظر إليها باعتبارها شريكة أكثر موثوقية في التعاون الاقتصادي وتنفيذ إستراتيجيتها، وهذا يتناقض بشكل حادٍ مع القوى الغربية التي أعطت الأولوية للحكم الديمقراطي وحقوق الإنسان، وفق قوله.

ورأى التقرير أن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في النيجر يمثل فرصة محتملة للصين لتعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في البلاد.

ويعكس النهج الذي تتبناه الصين في التعامل مع النيجر إستراتيجيتها في مناطق أخرى، مثل أفغانستان، حيث سعت إلى ملء فراغ السلطة الذي خلفه انسحاب القوات الغربية، ويُعد دعم الصين للمجلس العسكري في ميانمار مثالاً آخر.

ومن خلال إقامة علاقات وثيقة مع الأنظمة الاستبدادية وتقديم المساعدات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية، تهدف الصين إلى تعزيز وجودها ونفوذها في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية.

وعلى الرغم من تأكيد الصين مبدأ "عدم التدخل والتنمية السلمية"، فإن قدراتها العسكرية المتنامية واتساع نطاق وجودها العالمي تثير المخاوف، وفق التقرير.

وتشعر القوى الغربية والجهات الفاعلة الإقليمية بالانزعاج من "عدوانية الصين في النزاعات الإقليمية وإنشاء قواعد عسكرية في مواقع إستراتيجية" بحسب ما ذكر التقرير.

وفي حالة النيجر، لا يمكن استبعاد مصلحة الصين في تعزيز موقفها والسعي المحتمل إلى التعاون العسكري، إذ إن الأراضي الشاسعة التي تتمتع بها البلاد والحدود التي يسهل اختراقها والتحديات الأمنية الداخلية، تجعلها شريكًا جذابًا لأهداف الصين الأمنية في أفريقيا.

ووفق التقرير فإن الصين، من خلال توقيع الاتفاقيات العسكرية وترسيخ وجودها في النيجر، تستطيع تعزيز قدرتها على حماية استثماراتها، ومكافحة التطرف، واستعراض قوتها في المنطقة.

تحديات ومخاطر

ومع ذلك، فإن طموحات الصين في النيجر لا تخلو من التحديات والمخاطر بسبب الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة في غرب أفريقيا، بما في ذلك المنافسة مع القوى العالمية الأخرى والمقاومة المحلية للوجود العسكري الأجنبي، وهي تشكل عقبات أمام الأهداف الإستراتيجية للصين، بحسب التقرير.

وإضافة إلى ذلك يشكل المشهد السياسي الضبابي في النيجر، الذي يتسم بالانقسامات الداخلية والتهديدات الأمنية، تهديدًا لمصالح الصين الطويلة الأمد في البلاد.

كما أن الاضطرابات السياسية الأخيرة في النيجر، والتي اتسمت بالانقلاب العسكري والنزاعات الحدودية مع جارتها بنين، تسلط الضوء على الأهمية الإستراتيجية للنيجر بالنسبة إلى الصين.

وكان إغلاق الحدود البرية للنيجر مع بنين والعقوبات اللاحقة التي فرضتها بنين سبباً في تعطيل خطط الصين لتصدير النفط، الأمر الذي قد يعرض استثماراتها لعدم الاستقرار السياسي.

ويفسّر الموقع الجغرافي للنيجر على مفترق الطرق بين شمال وغرب ووسط أفريقيا ومواردها المعدنية والنفطية وإمكاناتها لتطوير الطاقات المتجددة، الاهتمام الواضح للقوى الكبرى بها.

ومن أسباب الاهتمام أيضًا اليورانيوم، وهو معدن إستراتيجي للأغراض المدنية والعسكرية، وتعد النيجر حاليًا سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وتوفر حوالي 5 % من الإنتاج العالمي، كما أن اكتشاف رواسب نفطية كبيرة بشكل متزايد يجتذب الصين أيضًا.

Advertisements