الارشيف / عرب وعالم

دراسة: 200 مليون مُسن سيواجهون مخاطر الحرارة عام 2050‎

محمد الرخا - دبي - الجمعة 17 مايو 2024 12:03 صباحاً - يتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050 سيكون أكثر من 20٪ من سكان الأرض أكبر من 60 عاماً، ويتزامن هذا التحول الديموغرافي مع تغير رئيس آخر يتمثل بارتفاع حرارة الأرض بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

يقول جياكومو فالتشيتا، المؤلف الرئيس لورقة بحثية جديدة نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة "اتصالات الطبيعة"، إن التقاء هذين العاملين يمثل خطرًا هائلاً، إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص المعرضين لخطر الحرارة الشديدة المزمنة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 على الأقل.

ويضيف: إن عدد كبار السن الذين يتعرضون بانتظام للحرارة المزمنة والحادة سينمو بنحو 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحلول منتصف القرن، وقد يؤدي بطء العمل المناخي اليوم إلى ارتفاع هذا العدد إلى أعلى من ذلك بكثير، لاسيما أن الحرارة التي يتعرض لها كبار السن على مدار العام يمكن أن تزيد إلى خمسة أضعاف وهي زيادة هائلة في العدد والمخاطر.

البحث يظهر أنه لا يزال من الممكن تقليل شدة التعرض للمخاطر بالنسبة لكبار السن، إذا تم كبح انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لتسخين الكوكب بقوة، ووضعت البلدان خططًا فعالة لحماية كبار السن من مخاطر الحرارة.

وفي أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض البلدان في شرق آسيا، أصبح كبار السن هم الأغلبية، وحتى في المناطق التي يتزايد فيها عدد الشباب، كما هو الحال في معظم أنحاء أفريقيا حيث يبلغ متوسط العمر في جميع أنحاء القارة اليوم 19 عاماً، فإن عدد كبار السن يتزايد أيضاً، وبحلول عام 2050، سيقترب هؤلاء البالغون من العمر 19 عامًا من منتصف العمر.

إن التحولات الديموغرافية وحدها ستعرض ملايين الأشخاص للخطر، حتى لو لم يكن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري جزءًا من المعادلة، فقد أظهرت الدراسة أنه حتى في عالم يتسم بقدر كبير من التخفيف من آثار تغير المناخ، سيعيش 160 مليون شخص 30 يوماً شديدة الحرارة بحلول عام 2050، ومع اتخاذ إجراءات أقل فعالية بشأن المناخ، قد يصل هذا العدد إلى 250 مليون شخص.

تشيخ أوروبا بسرعة أكبر من أي مكان آخر في العالم تقريبًا. كما أنها تسخن بشكل أسرع من المتوسط الكوكبي، وهذا يعني أنه بحلول عام 2050، يمكن أن يزيد عدد كبار السن المعرضين للحرارة المزمنة بمقدار 5 مرات، وبما أن ما بين 20 إلى 25% من إجمالي السكان قد يتجاوز عمرهم 69 عامًا، فإن ملايين الأشخاص الآخرين سيعيشون سنوات أكثر حرارة.

كما أن موجات الحر الحادة، مثل تلك التي وقعت في عام 2022 والتي تشير تقديرات الدراسة إلى أنها قتلت أكثر من 60 ألف شخص في جميع أنحاء القارة، ستصبح أكثر تواتراً، مما يعرض المزيد من الناس للخطر.

وفي أوروبا وأمريكا الشمالية، يعد تغير المناخ العامل الأكثر أهمية بالنسبة للمخاطر المتزايدة. ولكن في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، فإن التركيبة السكانية المتغيرة هي المحرك الأكبر. ومن المقرر حدوث تغييرات كبيرة في دول مثل الصين والهند، حيث تعيش مجموعات كبيرة من الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من العمر لفترة أطول من أي وقت مضى.

اليوم، يعيش حوالي 30 مليون شخص في الولايات المتحدة مع التعرض المزمن للحرارة، معظمهم في الجنوب والجنوب الشرقي. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى حوالي 20٪ من سكان البلاد. وفي كل عام، هناك نسبة متزايدة من هؤلاء الأمريكيين الأكبر سنًا من ذوي الدخل المنخفض والشيوخ الذين هم أكثر عرضة للإصابة بحالات طبية تجعلهم حساسين للحرارة، أو سيناريوهات اجتماعية تحد من قدرتهم على التعامل معها.

Advertisements

قد تقرأ أيضا