14 مايو 2024, 5:55 م
أقوى أبناء القذافي شخصية مع أنها الأنثى الوحيدة بين 6 شبان، رُشحت، كلامًا، في مناسبات عدة لتكون رئيسة ليبيا المحتملة، بل قِيل إن القذافي كان يلوّح بفكرة كهذه لمعاقبة أبنائه، عائشة القذافي وجه ليبيا الإعلامي المؤنث الذي توارى عن الأنظار لسنوات طوال، ليظهر مجددًا من باب الفن في معرض تشكيلي أُقيم في سلطنة عُمان، في مبادرة هدفت من خلالها "عائشة" لفرد صفحات تجربتها الإنسانية.
ظهور تفاعل معه الليبيون سلبًا تارة وإيجابًا تارة أخرى، وحرَّك ما هو مشتعل بالأساس في الأوساط الليبية تزامنًا مع الحراك السياسي لترشيح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، وهو الذي طلَّ، مؤخرًا، عبر كلمات تعهد فيها بطي صفحة الماضي الليبي، فعادت "عائشة" للعدسات مجددًا بعد أن عرفتها الشاشات كثيرًا قبل أحداث، العام 2011، من ناشطة في المجال الخيري إلى فريق في الجيش الليبي، وصولاً لمواقف عدة سجلها التاريخ لـ"عائشة" دفاعًا عن القضايا العربية، لعل أبرزها إيقافها لرسالة الدكتوراة في القانون الدولي بجامعة السوربون الفرنسية، العام 2003، بعدما بررت هذا بالقول متهكمة: "لا نفع لدراسة شيء غير موجود أساسًا"، في إشارة واضحة لاختراقات أمريكا، آنذاك، واجتياحها العراق في نفس السنة، وبعد عام فقط انضمت لفريق الدفاع عن صدام حسين في محاكمته الشهيرة، ما جعلها مكروهة تمامًا من واشنطن، التي فرضت عليها عقوبات كانت قد أُزيلت العام 2017.
ومع بروز اسم أخيها "سيف"، منذ سنوات، رئيسًا محتملاً لليبيا، لم تتوانَ وحيدة الرئيس الليبي الراحل عن تقديم الدعم له، ولعل بيانها الشهير، العام 2021، الذي حمل عنوان "دقت ساعة الحقيقة"، كان رسالة بأن استبعاد "سيف" من الانتخابات آنذاك، لن يثني امرأة شديدة بقدر ما نالت من تدليع القذافي الأب، من أن تكون ربما حلقة الوصل في عودة "آل القذافي" للحكم، لاسيما أن كثيرين ربطوا ظهورها الأخير بحجة الفن بمحاولة إعادة "تفعيل الحضور" ، لكن على طريقتها الخاصة.