محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 14 مايو 2024 05:17 مساءً - قال تقرير لموقع "فورين أفيرز"، إن المنافسة الخطيرة بين إيران وإسرائيل لديها القدرة على زعزعة استقرار المنطقة وجر الولايات المتحدة إلى حرب مكلفة، ومن الأهمية بمكان أن تضع واشنطن إستراتيجية دبلوماسية للتخفيف من حدة التوترات المتصاعدة ومنع المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب.
وأدت سلسلة الهجمات والهجمات المضادة الأخيرة بين إيران وإسرائيل في أبريل إلى تغيير الديناميكيات الإستراتيجية في الشرق الأوسط بشكل كبير، حيث تصاعد الصراع بعد غارة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق؛ ما أدى إلى مقتل 7 من قادة الحرس الثوري.
وأعقب ذلك هجوم انتقامي إيراني باستخدام طائرات دون طيار وصواريخ، فيما ردت إسرائيل بدورها بهجوم بطائرات دون طيار وصواريخ على قاعدة جوية في إيران؛ ما أدى إلى تصعيد الصراع بين البلدين إلى حرب مفتوحة.
وبحسب التقرير فإن التنافس الشديد بين إيران وإسرائيل، يمكنه التأثير على الأمن الإقليمي، ويشكل سياسات الشرق الأوسط على المدى البعيد.
وكشفت الأحداث الأخيرة، عن هشاشة أمن إسرائيل رغم تصميمها على إنهاء تهديدات خصومها، بما في ذلك إيران، في حين واجهت إيران استفزازًا متصاعدًا وتخلت عن إستراتيجيتها السابقة المتمثلة في الصبر الإستراتيجي لصالح ردود أكثر مباشرة على الهجمات الإسرائيلية.
وقد أثار هذا التحول في الإستراتيجية مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أكبر بين البلدين، وعملت الولايات المتحدة وحلفاؤها على منع تحول الأزمة إلى حرب شاملة، وحثت كلًّا من إيران وإسرائيل على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.
أخبار ذات صلة
إيران تلوح بتغيير "عقيدتها النووية" إذا هددتها إسرائيل
وأعطت الولايات المتحدة الأولوية لمنع نشوب صراع إقليمي، وتسعى للحفاظ على "هدنة هشة" بين إيران وإسرائيل، مدركةً احتمال حدوث عواقب وخيمة إذا استمر الصراع في التصعيد، خصوصًا أن هذا الصراع لديه القدرة على تغيير التوازن الأمني في المنطقة.
وذكر التقرير أن هذا الصراع، من شأنه أن يؤدي إلى سباق تسلح، من خلال كسب قدرات عسكرية متطورة بشكل متزايد من كلا الجانبين، فيما يثير الصراع أيضًا خطر توسع الجبهة الجغرافية مع سعي إيران إلى تعزيز وجودها في سوريا وتوسيع إسرائيل لعملياتها في الدول المجاورة.
وهذا بدوره يمكن أن يجر الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تورط أعمق في المنطقة، ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار على نطاق أوسع.
وأشار الموقع إلى أن الديناميكيات المعقدة للصراع لها آثار إقليمية أوسع نطاقًا، حيث تؤثر على دول أخرى في الشرق الأوسط، مثل: دول الخليج والأردن والعراق ولبنان، وتخلق توازنًا دقيقًا بين المصالح والتحالفات المتنافسة.
وأضاف أن "احتمال نشوب المزيد من المعارك بالوكالة والتوترات الإقليمية يؤكد الحاجة إلى نهج دبلوماسي شامل للتخفيف من المخاطر المتزايدة في المنطقة".
أخبار ذات صلة
إيران تلوح بتغيير "عقيدتها النووية" إذا هددتها إسرائيل
ولتجنب التورط العسكري وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ينبغي على الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للإستراتيجيات غير العسكرية، مثل: الجهود الدبلوماسية لحل الحرب في غزة، والسعي لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
كما إن على الولايات المتحدة، إدارة التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل من خلال المناقشات الدبلوماسية ووضع خطوط حمراء لمنع المزيد من التصعيد بين البلدين، ومن شأن استئناف المحادثات حول برنامج إيران النووي والقضايا الإقليمية أن يساعد أيضًا على الحد من التوترات وتقليل خطر نشوب صراع أكبر.
وشدد التقرير على ضرورة استفادة الولايات المتحدة من نفوذها الدبلوماسي لتقليل خطر نشوب المزيد من الصراعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي "، مشيرًا إلى أنه "من خلال إعطاء الأولوية لفن إدارة الدولة على الخيارات العسكرية، يمكن لواشنطن أن تلعب دورًا حاسمًا في التخفيف من حدة التوترات المتصاعدة".