محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 14 مايو 2024 03:07 مساءً - لا يبدو أندريه بيلوسوف، البالغ من العمر 65 عامًا، مناسبًا لقالب وزير الدفاع الروسي؛ فهو يُعرف ببراعته في جداول البيانات وفهمه للاقتصاد الكينزي، وشعوره براحة أكبر مع أعمدة البيانات من شعوره تجاه الدبابات.
ووفقًا لصحيفة "التليغراف"، فإن فلاديمير بوتين اختار بيلوسوف، الذي يوصف بأنه الاقتصادي الأكثر موهبة والأكثر ليبرالية في الكرملين، وأعطاه مهمة واضحة تتمثل بالفوز في أوكرانيا وإعداد روسيا لصراع طويل الأمد ضد حلف شمال الأطلسي.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن هذه هي المشاريع التي يعدها بوتين أساسية لإرثه كزعيم لروسيا، حيث كان رجلًا ليس عسكريًّا، مثل "سيرغي شويغو" وزير الدفاع السابق، الذي تعرض لانتقادات بسبب عدم قدرته على التغلب على الجمود البيروقراطي الذي يقوض المجهود الحربي لموسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين قد أجبر اقتصاد روسيا ومجتمعها على الدخول في حالة حرب. وسلّط تعيين خبير اقتصادي وزيرًا للدفاع الضوء على هذا التحول.
كما مكن شعور بوتين بالثقة بشأن أداء جيوشه في ساحة المعركة في أوكرانيا، من إجراء تغييرات طال انتظارها على فريقه الأعلى، ليحل بيلوسوف محل سيرغي شويغو متخذًا نهجًا مختلفًا تمامًا يعتمد على الأرقام. حيث تحولت الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزاف يشعر بوتين أنه قادر على الفوز بها.
ووقع بوتين، صفقات توريد الأسلحة مع كوريا الشمالية وإيران، فيما حوّل الصناعة المدنية إلى تصنيع الأسلحة، كما دفع إلى تعبئة مئات الآلاف من الرجال والمدانين.
بعبارة أخرى، يعتقد بوتين أن "الكم بدلا من النوع" سينتصر في أوكرانيا.
والأهم من ذلك، أنه سيتحدى حلف شمال الأطلسي على نطاق أوسع، وهو الصراع الذي أعد جيوشه له بشكل أكثر كثافة، منذ غزوه لأوكرانيا عام 2022.