الارشيف / عرب وعالم

محللون: شهية نتنياهو مفتوحة لاستخدام قوة أكبر

محمد الرخا - دبي - الاثنين 13 مايو 2024 10:10 صباحاً - قال محللون سياسيون، إن فشل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين سيفتح شهية نتنياهو أمام استخدام المزيد من القوة العسكرية في تعامله مع حركة حماس؛ بهدف تحقيق أهداف الحرب والحصول على تنازلات أكثر خلال المفاوضات.

وبعد عشرات اللقاءات وجلسات التفاوض وقرب التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، رجعت الأمور إلى لحظاتها الأولى التي اتسمت بالشراسة والصبغة العسكرية البحتة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح عقب احتلال مباغت لمعبر رفح البري، بالتزامن مع عمليات عسكرية جديدة في عدة أماكن من قطاع غزة، منها مخيم جباليا وحي الزيتون شمالي غزة.

من جانبه قال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الدكتور رائد موسى، إن نتنياهو تعمّد إفشال المفاوضات مع حركة حماس بعد أن وصلت -بحسب الوسطاء - إلى مراحل متقدمة ولا تحتاج سوى اللمسات الأخيرة.

وأضاف موسى في حديث لـ"الخليج الان": "كان خوف نتنياهو من التقدم بسبب خوفه من انتهاء الائتلاف الإسرائيلي الذي يتحكم به الوزيران المتطرفان بن غفير وسموتريتش؛ إذ يضغطان من أجل التوقف عن المفاوضات واستخدام القوة العسكرية مع حماس كحل وحيد لتحقيق أهداف الحرب وإعادة الرهائن".

وتابع بالقول: "وجد نتنياهو في موافقة حركة حماس الأخيرة على المقترح المصري المعدل فرصة لرفض موافقتها واعتبارها تلاعبًا سياسيًا كونه مقترحًا لم يسبق عرضه على إسرائيل" .

ولفت الخبير العسكري إلى أن العملية العسكرية على مدينة رفح كانت بعد موافقة حركة حماس على المقترح المصري بساعات، إذ أعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي "أن العملية العسكرية تأتي في إطار الضغط على حماس من أجل إعادة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعيد اجتياح مناطق مختلفة من قطاع غزة، كان اجتاحها من قبلُ، بهدف القضاء على بنية حماس العسكرية في تلك المناطق والتي اعتبر أن الحركة أعادت بناءَها خلال الفترة الماضية.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور منصور أبو كريّم، إن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود في هذه المرحلة شكلّ طوق نجاة لنتنياهو للمضي قدمًا في الحرب والاستمرار بالخيار العسكري، متسلحًا بدعم كامل من المجلس الوزاري المصغر "الكابينت".

وأضاف أبو كريّم في حديث لـ"الخليج الان": "لا سيما وأن أهداف الحرب الإسرائيلية تبقى حبرًا على ورق ما لم يتم ترجمة هذه الأهداف بعمل عسكري حقيقي يضمن إنهاء حكم حماس بإعادة احتلال معبر رفح الحدودي، تمهيدًا لاحتلال محور فيلادلفيا لضمان قطع أي إمداد أو طريق على حركة حماس".

ولفت: "لذلك خضعت مدينة رفح إلى عملية عسكرية باعتبارها المدينة الأخيرة التي لم تشهد تحركًا عسكريًّا بريًّا، إلى جانب مهاجمة مناطق أخرى كانت خضعت لاجتياح سابق بدعوى قيام حماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية والأمنية وممارسة نشاطات "إرهابية" في تلك المناطق.

وأوضح: "برأيي أن الإدارة الأمريكية الحالية ستستأنف العملية التفاوضية، بعد أن تضغط على الوسطاء. وتعطي إسرائيل الغطاء السياسي والقانوني بالاستمرار بحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها بدعوى محاربة الإرهاب واستعادة الرهائن ".

وتابع أستاذ العلوم السياسية: "يظهر ذلك جليًّا من تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن التي قال فيها، إن حماس إذا أرادت إنهاء الحرب على الفور عليها أن تسلم الرهائن، وفي علم السياسة والتفاوض هذه تصريحات لا يعتد بها، ولا تعتبر صالحة للتطبيق؛ كونها لا تعطي أي ضمانات لأي ثمن مقابل إطلاق سراحهم، بحسب أبو كريّم.

Advertisements