محمد الرخا - دبي - الأحد 12 مايو 2024 10:10 مساءً - كشفت الصراعات في العالم مثل أوكرانيا والشرق الأوسط عن نقاط ضعف المملكة المتحدة، ما أثار تساؤلات حول قدراتها رغم تقديم نفسها كقوة عسكرية كبرى على مستوى العالم، بحسب ما ذكرته صحيفة "لو موند" الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن مدينة "بورتسموث"، التي تُعد رمز التراث البحري والتحديات الحديثة، تظل لها أهميتها لاسيما في العمليات البحرية للمملكة المتحدة، لكن أسطولها البحري تراجع على مر السنين، ما أثار المخاوف بشأن مستقبله.
الصراع مع الأصول البحرية
وتقلص الأسطول البحري البريطاني، الذي كان قويًا في السابق، بشكل كبير، مما أثر على قدرته على إنجاز مهامه.
ولفتت الصحيفة إلى شائعات حول بيع الأصول البحرية، مثل "أمير ويلز"، لتمويل برامج عسكرية أخرى تسببت في القلق في "بورتسموث"، مشيرة إلى تحديات التوظيف، خاصة فيما يتعلق بالاحتفاظ بالموظفين المهرة، التي لا تصيب القوات البحرية فحسب، بل أيضًا الجيش والقوات الجوية.
قيود الميزانية
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الإلتزامات بزيادة الإنفاق الدفاعي، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن ما إذا كانت الميزانيات المخصصة كافية لتلبية احتياجات المملكة المتحدة الدفاعية.
ونوهت إلى أن التحولات في الديناميكيات الجيوسياسية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات في منطقة المحيط الهادئ الهندية، تتطلب إعادة تقييم أولويات الدفاع في المملكة المتحدة.
وبينت الصحيفة أن رغبة المملكة المتحدة في تعزيز المشاركة الأوروبية، والحفاظ على نفوذها العالمي، تتعارض مع القيود المفروضة على الميزانية والديناميكيات السياسية الداخلية.
وقالت روث هاريس، مديرة الأبحاث في معهد راند أوروبا، بعد 23 عامًا من الخدمة في القوات المسلحة البريطانية، إن "الأمر لا يتعلق فقط بالموارد الإضافية، حيث يشمل (المبلغ) مدفوعات المعاشات التقاعدية العسكرية"، مبينة أن القلق هو أيضًا أن (المبلغ) سيذهب لسد العجز الحالي.
وأضافت أن لجنة الحسابات العامة في وستمنستر حددت عجزًا يقارب 17 مليار جنيه إسترليني في ميزانية الدفاع المفترض لتمويل برامج المعدات على مدى السنوات العشر المقبلة، إلا أن المملكة المتحدة ظاهريًا لا تزال تحتفظ بالطموح للحفاظ على مكانتها كقوة عسكرية كبرى.
حقائق ما بعد "اتفاقية بريكست"
تطرقت الصحيفة إلى أن التزام المملكة المتحدة الطويل الأمد تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) يؤكد تفضيلها للأمن الجماعي على العمل الأحادي الجانب، حيثُ تسلط مبادرات مثل القوة الاستكشافية المشتركة الضوء على تعاون المملكة المتحدة المستمر مع الشركاء الأوروبيين على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الشكوك المحيطة بالشراكات الدفاعية، مثل "AUKUS"، تثير تساؤلات حول إستراتيجية الدفاع المستقبلية للمملكة المتحدة.
وأكدت أنه بينما تتصارع المملكة المتحدة مع التحديات الداخلية والخارجية، بما في ذلك رسوم التوظيف، وقيود الميزانية، والمناظر الجيوسياسية المتغيرة، فإن طموحاتها للحفاظ على القوة العسكرية تواجه عقبات كبيرة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في حين أن الروابط التاريخية والهوية الوطنية تعزز الارتباط العميق بالجيش، يجب على المملكة المتحدة أن تتنقل بين الحقائق المعقدة لضمان توافق قدراتها الدفاعية مع الضرورات الأمنية المعاصرة.