الارشيف / عرب وعالم

3 سيناريوهات تنتظر العملية الإسرائيلية في رفح

محمد الرخا - دبي - السبت 11 مايو 2024 09:03 صباحاً - تتعدد السيناريوهات المتعلقة بالعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، التي أدت لسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح البري، علاوة على نزوح مئات الآلاف من النازحين للمدينة.

وحسب التقديرات، فإن ثلاثة سيناريوهات رئيسية تتعلق بالعملية: الأول إبقاء السيطرة على شرق المدينة بما في ذلك معبرا رفح وكرم أبو سالم، والثاني توسيع العملية لتشكل باقي أحياء رفح، والثالث الانسحاب العسكري.

ووفق السيناريو الأول، فإنه من المحتمل أن يواصل الجيش الإسرائيلي تمركزه في شرق رفح، وفرض السيطرة على المعبرين الأساسيين للقطاع، وهو ما يزيد من الضغط على السكان وعناصر حماس، ويحول دون دخول المساعدات الإنسانية وسفر الجرحى والمرضى.

في هذه الحالة يتوجب على إسرائيل إيجاد بدائل أخرى مع المنظمات الإغاثية والمجتمع الدولي لدخول المساعدات وإجلاء الجرحى والمرضى، وهو الأمر الذي سيدفعها لتقديم تنازلات ترى فيها حكومة بنيامين نتنياهو مخرجاً لحماس من أزماتها.

أخبار ذات صلة

محللون: "التوسيع المحسوب" لعملية رفح استكمال لتدمير غزة

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، لـ"الخليج الان"، إنه "من المستبعد أن تواصل إسرائيل تمركزها في شرق المدينة من دون الدخول برياً لأحياء أخرى، أو الانسحاب في إطار اتفاق مع حماس أو بضغط من المجتمع الدولي، هذا السيناريو يجعل الضغوط الدولية أقل حدة؛ لكنه يكلف إسرائيل عسكرياً، وقد يجبر نتنياهو على الرضوخ لضغوط شركائه اليمينيين من أجل دخول رفح وتدميرها بالكامل".

وبحسب السيناريو الثاني، من المتوقع أن يقدم الجيش على توسيع عمليته العسكرية لتصل إلى مناطق أخرى كأحياء الشابورة وتل السلطان؛ ما يعني السيطرة على مدينة رفح بالكامل، وهو ما يشكل خطراً على مئات الآلاف من النازحين.

ويدعم هذا السيناريو التقارير العبرية التي تشير إلى أن عناصر من حماس خرجوا من المناطق الشرقية لرفح نحو الأحياء الغربية ومنطقة المواصي، وهو ما يعتبر إشارة إلى إمكانية توسيع العملية العسكرية باتجاه الغرب.

وأوضح شلحت أن "إسرائيل لديها رغبة في توسيع العملية العسكرية وتدمير رفح وجعلها غير صالحة للحياة، كما حدث في غزة وشمالها وخان يونس؛ إلا أنها تنتظر الفرصة المناسبة من أجل ذلك، بما يعفيها من المساءلة الدولية، بتقديري إسرائيل تنتظر أي انهيار في مفاوضات التهدئة مع حماس، أو إقدام عناصر الحركة على أي تحرك عسكري من تلك المناطق، ما يمكنها من اتخاذه ذريعةً للاجتياح البري"، مرجحاً أن "يكون هذا السيناريو هو الأقرب".

أخبار ذات صلة

هل توافق إسرائيل على وجود السلطة الفلسطينية في رفح؟

أما السيناريو الثالث، فيتمثل في إمكانية انسحاب الجيش من شرق رفح بشكل تدريجي، وهو الأمر الذي قد يتم في إطار سببين اثنين، الأول التوصل لاتفاق مع حماس عبر الوسطاء بشأن التهدئة في قطاع غزة، أما الثاني، فيتمثل في زيادة الضغوط الدولية والأمريكية على حكومة نتنياهو لفتح معبري كرم أبو سالم ورفح، وعدم الاستمرار في العملية العسكرية في المدينة، وهو الأمر الذي يحتاج لإجراءات دولية وأمريكية غير مسبوقة.

وأفاد شلحت بأنه "من الواضح أن المجتمع الدولي يرفض أي تحركات عسكرية لإسرائيل في رفح، ويعطي الأولوية للمفاوضات غير المباشرة من أجل التوصل لاتفاق تهدئة، خاصة وأن اجتياح رفح يهدد حياة مئات الآلاف من العائلات النازحة".

من الواضح أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً غير مسبوقة على إسرائيل لعدم توسيع عمليتها العسكرية في رفح، وإجبارها على فتح معبر كرم أبو سالم، كما أنها تؤكد أن اجتياح المدينة سيكون السبب في تقوية حماس.

وأكد شلحت أن "الولايات المتحدة ترفض أي تحركات عسكرية لإسرائيل في رفح، وأن أولويتها التوصل لاتفاق يقضي بوقف مستدام لإطلاق النار، من الواضح أن عملية رفح تثير خلافات عميقة بين حكومة نتنياهو وإدارة جو بايدن، بتقديري إسرائيل ستكون مجبرة على التعامل بحذر بشأن العملية العسكرية البرية في رفح، وقد يدفعها الضغط الأمريكي لإيجاد بدائل أخرى عن الاجتياح البري لكامل المدينة، كما أنها ستبحث عن طريقة مناسبة لعودة معبري رفح وكرم أبو سالم للعمل".

Advertisements