09 مايو 2024, 12:33 م
سيد سباقات السيارات، والأسطورة التي لم يُنجب العالم مثلها.. فهناك عشرات وعشرات الأبطال في عالم السيارات لكن لا يوجد سوى "ستيرلينغ موس" واحد..
في كنيسة وستمنستر في لندن، أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا، وهذا ما حصل مع التكريم المؤجل الذي ناله أعظم سائق في بريطانيا بعد 4 سنوات من وفاته، في احتفالية أولى لتكريم ذكراه ، فقد توفي موس أثناء فترة الإغلاق التي تلت جائحة كورونا عام 2020 عن عمر ناهز 90 عامًا..
بحضور قرابة 2000 شخص يتقدمهم أشهر السائقين في العالم، مثل: دايمون هيل، ونايجل مانسل، وجاكي ستيوارتو بمشاركة من القصر الملكي والعديد من الفنانين ومشاهير المملكة المتحدة، كرمت بريطانيا ذكرى الراحل بطريقة وأسلوب يليق بماضٍ مليء بالإنجازات التي استرجع الحضور ذكرياتها بفضل سيارة مرسيدس بنز أس أل أر صاحبة الرقم الشهير 722 التي وضعت أمام الكنيسة، وهي السيارة التي شاركته النجاح في سباق الألف ميل على الطرقات الإيطالية، وتلك " الخوذة البيضاء " صديقة المسيرة الحافلة، إلى جانب كأس موناكو والميداليات العشر الذهبية لنادي السباق البريطاني.
إنه البطل بتتويج ناقص .. فالسير موس كما يحلو للبريطانيين تسميته لم يصل إلى لقب بطولة العالم في الفورمولا 1 على الإطلاق لكنه حلَّ وصيفًا للبطل 4 مرات بين عامي 1955 و 1958، وفي الحديث عن إنجازاته تجد كأس موناكو عام 1961، وتجد طرقات إيطاليا تذكّر العالم بصوت محرك سيارته في سباق الألف ميل الذي حقق فيه إنجازًا خلال 10 ساعات و 7 دقائق و 48 ثانية، حيث تكللت خبرته الكبيرة وقدرته على التحكم بسيارات - كانت الثقة المطلقة فيها يشبه الركض إلى الهاوية في تلك الحقبة من الزمن - بفوزه ب 212 سباقًا من أصل 529، وربما كانت العلامة المميزة التي حوَلته إلى سائق شامل ترك بصمته في سباقات السيارات الرياضية وسباقات الفورمولا 1 ..
لكن لكل بداية نهاية، ومسيرة موس انتهت عندما تحطمت سيارته عام 1962 في أحد السباقات، حيث دخل بعدها في غيبوبة استمرت لشهر ثم عاد من الموت مصابًا بالشلل الجزئي الذي استمر لمدة 6 أشهر، ليكمل حياته بعدها بشكل طبيعي بعيدًا عن هواية عشقها لسنوات، فجعلته الأشهر والأعظم. رغم تتويجه المنقوص بعد مسيرة طويلة رسم النجاحات على خطوط السرعة وحلبات الخطر.