الارشيف / عرب وعالم

ما علاقة أزمة الإسكان بصعود اليمين المتطرف في أوروبا؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 9 مايو 2024 02:21 مساءً - حذَّر مسؤول أممي من صعود اليمين المتطرف في أوروبا بسبب أزمة الإسكان، بحسب تقرير نشره موقع سكوتش هاوسنغ نيوز.

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالإسكان بالاكريشنان راجاغوبال، إن أزمة الإسكان المتصاعدة في أوروبا يمكن أن تتسبب بتفاقم الدعم للأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.

ويأتي هذا التحذير وسط توقعات تشير إلى أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تستعد لتحقيق مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة.

وسلط راجاغوبال الضوء على العلاقة بين الإيجارات التي لا يمكن تحملها وارتفاع أسعار العقارات، والجاذبية المتزايدة لسياسات اليمين المتطرف في جميع أنحاء القارة.

وشدد على أن معضلة الإسكان لم تعد مقتصرة على فئات سكانية محددة، بل اجتاحت قطاعات واسعة من المجتمع، بما في ذلك الطبقة الوسطى.

الخطابات الشعبوية تتصاعد وتجعل المهاجرين كبش فداء لقضايا نظامية

بالاكريشنان راجاغوبال، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالإسكان

وأكد راجاغوبال أن أزمة الإسكان هي من أعراض فشل السياسة الأوسع نطاقًا، والذي يتسم بتسليع الإسكان وإهمال تخطيط الدولة.

وانتقد نهج عدم التدخل السائد، وعزا ذلك إلى صعود الخطابات الشعبوية التي قال إنها تجعل المهاجرين كبش فداء لقضايا نظامية.

وللتخفيف من هذا الاتجاه، دعا راجاغوبال الأحزاب الرئيسة إلى إعطاء الأولوية للاعتراف بالسكن المناسب والميسور التكلفة والآمن كحق قانوني، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، لا أن يكون سلعة قابلة للتداول.

ومع تسبب نقص المساكن الميسرة في إثارة الاحتجاجات في المدن الأوروبية الكبرى، بما في ذلك لشبونة وأمستردام وبراغ وميلانو، فقد أثيرت المخاوف بشأن مدى استدامة سياسات الإسكان الحالية.

ويتحمل الشباب، على وجه الخصوص، وطأة الإيجارات الباهظة، إذ تبتلع تكاليف السكن جزءًا كبيرًا من دخولهم.

وقد أصبحت هذه القضية نقطة محورية في الخطاب السياسي، وتؤثر على نحو خاص على النتائج الانتخابية، كما يتضح من نجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل: حزب تشيجا في البرتغال، وحزب الحرية في هولندا.

وتكشف بيانات يوروستات، مكتب الإحصاء الرسمي للاتحاد الأوروبي، عن ارتفاع مذهل في أسعار المساكن والإيجارات في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، مع إنفاق أكثر من خُمس الأسر 40% أو أكثر من صافي دخلها على السكن.

أخبار ذات صلة

بعد صعوده في هولندا.. هل بدأ اليمين المتطرّف إحكام قبضته على أوروبا؟

وتؤكد الأبحاث الأكاديمية الحديثة وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع تكاليف الإسكان وارتفاع الدعم لأحزاب اليمين المتطرف، بصرف النظر عن موقفها من الهجرة.

وشدد الخبير في سياسات الاتحاد الأوروبي، طارق أبو شادي، على دور انعدام الأمن السكني في تعزيز الشعور بالقلق والخوف من فقدان المكانة الاجتماعية، وهو ما يغذي الدعم لأيديولوجيات اليمين المتطرف.

وقال: "تظهر هذه البيانات أن الإسكان أصبح الآن جزءًا من حزمة أوسع من التهديدات الاقتصادية والاجتماعية وانعدام الأمن التي تغذي القلق".

وأضاف أن "الخوف من احتمالية اضطرارك إلى الانتقال من منزلك لأنك لا تستطيع تحمل تكاليفه يؤدي إلى زيادة دعم اليمين المتطرف".

ووفقًا للخبراء، تستطيع الدول الأوروبية الحد من جاذبية التطرف اليميني وتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال إعطاء الأولوية للسياسات التي تضمن الوصول العادل إلى السكن.

Advertisements