محمد الرخا - دبي - الأربعاء 8 مايو 2024 02:13 مساءً - انتهت عملية بحث مضنية عن شاب سعودي جرفه السيل في منطقة عسير، بالعثور على جثمانه بعد 6 أيام شاقة في بلدة بلسمر، التي انشغل رجالها بالبحث في الوديان وتكفلت نساؤها بإعداد الطعام لفرق البحث والمتطوعين.
وجرف سيل قوي في وادي "خارف" التابع لمركز "حوراء" في بلدة "بلّسمر" في أبها بمنطقة عسير، سيارة عبدالله فايز آل فراج الأسمري (26 عامًا) وأخيه خالد (32 عامًا) يوم الأربعاء الماضي، وقد وثق مقطع فيديو لحظات اختفاء السيارة داخل السيل.
وتم العثور بعد وقت قصير على جثة خالد، فيما طالت عملية البحث عن جثمان عبدالله لستة أيام، انتهت بعد ظهر يوم الثلاثاء، عندما عثر متطوع يدعى توفيق بن حنبص الأسمري، على فقيد السيل عن طريق الصدفة بالقرب من أحد السدود.
وطوال الأيام الستة، عاشت "بلسمر" استنفارًا كبيرًا من الأهالي وسط إصرار على الوصول للجثمان كي يتسنى تشييعه ودفنه بعد أن تأكد بشكل شبه تام أن الشاب فقد حياته برفقة أخيه في السيل.
وخصص عدد من رجال المنطقة، أجزاء من منازلهم لمبيت فرق البحث والمتطوعين الذين قدِموا من عدة أماكن.
وتسابقت النساء لإعداد وجبات الطعام للفرق والمتطوعين، بحيث تتكفل كل سيدة بإحدى الوجبات عبر تنسيق فيما بينهنَّ.
وقدَّم عدد آخر من السكان خدمات توفير المياه للفرق التطوعية في أماكن انتشارها بين الوديان والمرتفعات.
وبجانب فرق الدفاع المدني والشرطة، التي استخدمت آليات ومروحية في البحث، شارك متطوعون من مختلف القرى والبلدات القريبة أيضًا في البحث بمنطقة جغرافية واسعة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تكفُّل سيدة تدعى "أم أشواق" بإحدى وجبات الطعام لفرق البحث والمتطوعين.
وظهر مدير مدرسة في صورة أخرى يبحث بمفرده في وادٍ بالمنطقة، وتكفل رجل ثالث بإصلاح سيارات الفرق والمتطوعين التي تتعطل.
وانتهت تلك الجهود مساء الثلاثاء بتسجيل صوتي وصل فرق البحث والمتطوعين يعلن فيه العثور على الجثمان، لتصل فرق الدفاع المدني والشرطة للمكان.
"بلّسمر فقدت عبدالله"
وقال أستاذ علم الاجتماع والجريمة، الأستاذ الدكتور، عبدالرحمن بدوي، معلقًا على تلك النهاية الحزينة "بلّسمر فقدت عبدالله بلا شك.. لكن كسبت تآلفًا وتكاتفًا اجتماعيًّا ورسميًّا منقطع النظير.. غفر الله للفقيد وألهم ذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".
وشهد العديد من مناطق السعودية، الأسبوع الماضي، هطولات مطرية غزيرة، تسببت بجريان السيول القوية في الوديان، وسط تحذيرات فرق الدفاع المدني للمتنزهين والعابرين بتجنب عبور الوديان التي تداهمها السيول وعدم الاستهانة بقوة جريان المياه.