الارشيف / عرب وعالم

بعد سيطرتها على المعبر.. هل تتجه إسرائيل إلى "محور فيلادلفيا"؟

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 8 مايو 2024 10:10 صباحاً - ذهبت آراء بعض المختصين إلى أن اقتحام إسرائيل لمعبر رفح، سيمهّد لسيطرتها الكاملة على "محور فيلادلفيا"، الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.

وكان الجيش الإسرائيلي سيطر، أمس الثلاثاء، على معبر رفح من الجانب الفلسطيني بعد اقتحامه بالدبابات وقوات المشاة العسكرية، بعد إعلان بدء العملية العسكرية الإسرائيلية شرقي مدينة رفح.

وجاء الاقتحام بعد استهداف موقع كرم أبو سالم العسكري من قبل كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أمس بعدد من قذائف الهاون؛ ما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة 12 آخرين بجروح مختلفة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

أخبار ذات صلة

سيطرت عليه إسرائيل.. خريطة توضح طبيعة منطقة معبر رفح الفلسطينية

دبابات إسرائيلية داخل معبر رفح رويترز

تغيير الواقع الجيوسياسي

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر منصور أبو كريّم، إن السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح ستغيّر الواقع الجيوسياسي لقطاع غزة.

وأضاف أبو كريّم في حديث لـ"الخليج الان"، أن معبر رفح البري يعد من رموز السيادة في قطاع غزة، والسيطرة عليه تشكل صورة نصر معنوية ومادية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، لا سيما بعد الضربة التي تلقاها في موقع كرم أبو سالم العسكري.

وتابع، أن خطوة السيطرة على معبر رفح ستمهّد للسيطرة الإسرائيلية الكاملة على "محور فيلادلفيا" الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، بما يضمن خلق واقع سياسي وأمني جديد في القطاع، يؤدي في النهاية إلى إيجاد البديل.

وأشار أبو كريّم إلى أن العملية العسكرية الخاطفة التي أفضت إلى السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح، ستكون لها انعكاساتها على الواقع السياسي والإنساني في قطاع غزة، بصورة تعزز الوجود الإسرائيلي في أقصى جنوبي قطاع غزة.

ونبّه إلى أن تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بقبول الورقة المصرية جاء لقطع الطريق على نتنياهو بعدم اقتحام رفح والسيطرة على معبر رفح، ولكن نتنياهو استغل العملية التي نفذتها كتائب القسام وأدت إلى مقتل أربعة جنود باقتحام المعبر وإعلان السيطرة الإسرائيلية عليه.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أجرت اتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لقبول الأخيرة العودة لحكم قطاع غزة والسيطرة على المعابر كأحد أهداف الحرب الإسرائيلية بإنهاء حكم حركة حماس، في ظل وجود سلطة شرعية معترف بها من العالم.

وختم أبو كريّم، "إجمالًا تبحث إسرائيل عن خلق واقع جيوسياسي جديد من خلال السيطرة على قطاع غزة من المحور الشمالي والشرقي والجنوبي، ليسهل عليها التحرك بين المحاور وإفقاد حركة حماس القدرة على إعادة بناء نفسها من جديد، أو ترميم قدراتها القتالية".

أخبار ذات صلة

ما أهمية معبر رفح الاستراتيجية؟

عملية استعراضية

من جهته قال الباحث في الشأن الفلسطيني محمد دياب، إن عملية اقتحام المعبر والسيطرة عليه عسكريًّا لا تتعدى كونها عملية استعراضية أراد بها نتنياهو أن يخادع حلفاءه، لا سيما بن غفير وسموتريتش.

وأضاف دياب في حديث لـ"الخليج الان"، لا أعتقد أن العملية العسكرية شرقي رفح ستكون عملية طويلة، وقد تستغرق على أعلى تقدير عدة أيام، يمكنه من خلالها تعزيز موقعه التفاوضي، والرد على عملية مقتل أربعة جنود داخل موقع كرم أبو سالم العسكري.

 وأوضح أن نتنياهو يعاني أزمة داخلية عميقة في أوساط الائتلاف الحكومي قد ينهار في أي لحظة، وبالتالي فإن القبول بالصفقة دون اجتياح، ولو بشكل جزئي، لرفح أو إعادة احتلال المعبر سيسبب له أزمة كبيرة.

وأشار الباحث في الشأن الفلسطيني إلى أن العملية العسكرية لا تتعدى كونها عملية استعراضية، وستستمر هذه السيطرة إلى ثلاثة أيام بحد أقصى، ثم الدخول في صفقة وقف إطلاق نار.

ولفت، "لا أعتقد أن اسرائيل تبحث عن بديل أساسًا، فالمطّلع على حيثيات الصفقة يدرك أنه لم يتم طرح استثناء حركة حماس من أي مشروع مستقبلي، لا سيما عند الاتفاق معها على الإعمار، الذي ستكون مدته ما لا يقل عن خمس سنوات.

وختم دياب، بأن "نتنياهو لديه موقف في إبقاء حركة حماس، لا سيما وأنه صاحب نظرية العصا والجزرة التي كان ينفّذها بالشراكة مع السفير القطري العمادي، والتي طالما خدمت المشروع الإسرائيلي". وفق قوله.

Advertisements