محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 7 مايو 2024 09:07 صباحاً - تثير العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة التساؤلات بشأن نوايا إسرائيل الحقيقية من العملية، وما إذا كانت تمهيداً لاجتياح واسع للمدينة، أم أنها ورقة ضغط على حركة حماس في مفاوضات التهدئة التي يديرها الوسطاء الدوليون والإقليميون.
ودفع الجيش الإسرائيلي بثلاث فرق عسكرية؛ استعداداً لشن عملية اجتياح رفح، على وقع قصف مكثف تعرضت له الأجزاء الشرقية من المدينة، في حين بدأت صباح الاثنين عمليات إخلاء سكان الأحياء الشرقية من المدينة، بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء هذه المناطق.
ويأتي التحرك الإسرائيلي تجاه رفح على وقع إعلان مفاجئ من حماس بقبولها المقترح المصري القطري للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل حتى اللحظة؛ إذ تشير تل أبيب إلى أن المقترح الذي قبلته حماس مختلف عن المقترح الذي صاغه الوسطاء وقبلت به إسرائيل في وقت سابق.
تهديدات إسرائيلية
وقال المحلل السياسي رياض العيلة، إن "التحركات العسكرية للجيش الإسرائيلي ضد رفح تأتي في إطار التهديدات لحماس وجناحها المسلح؛ لإجبارها على القبول بشروط حكومة بنيامين نتنياهو المتعلقة بالتهدئة في غزة.
وأوضح العيلة، لـ"الخليج الان"، أن "إسرائيل ليست لديها نية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح، وأن أي تحرك سيكون محدوداً وهدفه الرئيس الضغط على حماس، ودفعها لتقديم تنازلات تتعلق بمطالبها للتهدئة".
وأضاف: "بتقديري، نتنياهو وقادة إسرائيل السياسيون والعسكريون يدركون رغبة حماس في منع اجتياح رفح، وسعيها للحيلولة دون تدميرها، على غرار ما حدث في مدينة خان يونس جنوباً"، لافتاً إلى أن رفح نقطة ضعف الحركة في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن "منع عملية عسكرية في رفح يضمن لحماس استمرار حكمها للقطاع، خاصة وأن المدينة ستكون مركزاً رئيسياً لحكمها لحين إعادة إعمار غزة"، مبيناً أن الجيش الإسرائيلي سيكثف الضغط العسكري بجولات من القصف العنيف تسبق الاجتياح البري للمدينة.
وتابع: "ما يحدث بالوقت الحالي هدفه الأساسي التأثير على مسار مفاوضات التهدئة، والضغط على الوسطاء وقادة حماس"، مضيفاً: "أرجح أن يتمكن الوسطاء من انتزاع تنازلات جديدة من حماس تحول دون اجتياح رفح".
عملية جزئية
ويرى المختص في الشأن الفلسطيني، يونس الزريعي، أن "المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل اتفقا على عملية جزئية في رفح لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: أولها خلق منطقة أمنية عازلة شرقي المدينة، كما هو معمول به على طول حدود القطاع الشرقية والشمالية.
وأوضح الزريعي، لـ"الخليج الان"، أن "الهدف الثاني يتمثل في إثبات جدية النوايا أو حتى المصداقية لترضية حلفاء نتنياهو داخل الحكومة، الذين لم يتوقفوا عن المطالبة باجتياح رفح قبل التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حماس".
وأضاف: "نتنياهو لم يغلق الباب تماماً أمام إمكانية التوصل لصفقة مع حماس ووقف العملية البرية في رفح، حال تنازلت الحركة عن بعض مطالبها"، لافتاً إلى أن أي تقدم في المفاوضات يمكن أن يؤدي لوقف العملية البرية.
والهدف الثالث، وفق الزريعي، يتمثل بمحاولة إسرائيل خداع العالم وإقناعه بأنها تخلت عن خطط تهجير سكان القطاع، وأن مطالبها تتركز في إبعاد النازحين عن المناطق الخطرة، والتوجه نحو مناطق بعيدة عن الحدود المصرية.
وختم بالقول إن "نجاح الوسطاء في التوصل لصيغة مقبولة لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والتوافق على الهدوء المستدام في إطار اتفاقيات الهدنة السابقة، سيؤدي إلى إلغاء جميع التحركات العسكرية الإسرائيلية في رفح".