محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 08:13 مساءً - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق سجالاً بشأن تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، بعد مطالب جديدة بإزالته من العاصمة بغداد مقابل دفاع فريق آخر عن التمثال يرفض إزالته.
وشن مدونون عراقيون، بينهم نخب ثقافية، هجوماً وانتقادات حادة ضد ساسة وجماعات دينية في البلاد، واتهموهم بالتهرب من استحقاقات تنموية وخدمية وإثارة الجدل حول تمثال تاريخي.
وبدأ السجال عندما بثت قناة تلفزيونية محلية محسوبة على ساسة وجماعات دينية عراقية شيعية برنامجاً طالب متحدث فيه، يدعى جمعة العطواني، بإزالة تمثال المنصور من العاصمة.
أخبار ذات صلة
العراق.. قانون مكافحة "البغاء والمثلية" ينذر بعقوبات دولية
وتحوّل ذلك المطلب إلى سجال بين مدونين من مختلف مناطق العراق، محسوبين على الطائفتين الرئيسيتين في البلاد، السنة والشيعة، يتبنى كل منهما رواية تاريخية مختلفة حول سيرة المنصور، إحداها تعتبره قاتلاً ومجرماً، وأخرى تراه رمزاً وخليفة وبانيًا لبغداد.
وقال محمد فوزي اللامي، وهو ضابط عراقي سابق: "هل تعتقدون أن المطالبة بإزالة تمثال أبو جعفر المنصور وعيد الغدير ستعيد ثقة الناس بكم؟! هل هذه المطالبات هي البديل عن حياة كريمة وآمنة فشلتم في توفيرها".
ومضى، عبر منصة "إكس"، متسائلًا: "هل الشعارات بدل الخبز هو الحل برأيكم كي تغيّر الناس صورتها عنكم أنكم شلة خونة قذرة لا يهمها البلد والمواطن، وعملت لـ 21 عاما لمصالحكم ونزواتكم. إذا هيج تعتقدون فالله يطيح حظكم".
فيما كتبت مدونة عراقية تحمل لقب "دجلة"، في حسابها بموقع "إكس": "يبدو أن أبو جعفر المنصور هو من سرق 1500 مليار دولار ومن هرب النفط العراقي ومنع استخراج الغاز لصالح بلاد فارس، وهو من يحرق محاصيل الحنطة ويمنع زراعة أرض خصبة ويبعها ليحوّلها لمدن لا يسكنها إلا السراق، ويمنع فتح المصانع والمعامل لفتح أبواب الاستيراد من كل بقاع الأرض".
وقال المحامي أحمد الزيادي في رده: "أبو جعفر المنصور عندما تولى الخلافة قام ببناء مدينة بغداد التي تحكمونها الآن، وبما أنكم الآن تديرون الدولة ابنوا مدينة بجمال مدينة بغداد ونعدكم أن نضع تمثالا لكم في المدينة الجديدة التي ستقومون ببنائها، وعهداً أنه سيكون أكبر من تمثال أبو جعفر".
بينما كتب الإعلامي باسم الخزرجي: "يشتمون أبو جعفر المنصور وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص والمثنى وقتيبة، يشتمون الرازي والفرزدق وابن الهيثم والسياب ونازك الملائكة، ويقدسون قاسم سليماني وأبو مهدي وخامنئي وقاآني، يشتمون الشعر والتاريخ والحضارة ويقبّلون أحذية المعممين".
وأزيل الستار عن التمثال الواقع في منطقة تحمل اسم المنصور أيضاً في جانب الكرخ من العاصمة العراقية، عام 1977، إذ نحته النحات العراقي خالد الرحال في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، وبات من أشهر معالم المدينة.
ويشتكي العراقيون من حالة الاقتصاد في بلادهم الغنية بالموارد، إذ نسبة بطالة مرتفعة وتراجع في مستوى الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والكهرباء، ويلقون باللوم على الطبقة السياسية الحاكمة التي ترتبط بدورها مع جماعات دينية وميليشيات مسلحة.
أخبار ذات صلة
العراق.. تاجر مخدرات يلقي "قنبلة" على مدير المكافحة و5 منتسبين في بابل
ويواجه الساسة العراقيون اتهامات بالتهرب من مطالب العراقيين بإثارة النعرات الطائفية عبر قضايا تاريخية جدلية تتعدد الروايات حولها، بينها قضية تمثال المنصور التي أثيرت عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.