الارشيف / عرب وعالم

رفح تحبس أنفاسها.. طبول المعركة الأخيرة؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 08:13 مساءً - تاريخ النشر: 

06 مايو 2024, 4:22 م

إن الساعة قد حانت.. ودقت طبول المعركة الأخيرة من حرب إسرائيل على غزة..

إنها رفح التي تحبس أنفاسها.. فما عاد يفصل بينها وبين مشاهد الدمار المنتشرة في أرجاء القطاع إلا برهة من الزمن.

مفاوضات وصلت حدّها وفشلت بقصدٍ أو من دون قصد.. والآلة العسكرية على أهبة الاستعداد للهجوم بأمرٍ من ساسة تل أبيب الذين قالوا إن الأمر بات محسوماً.

وفعلاًً، استيقظ الفلسطينيون على أوامر بإخلاء شرق رفح والانتقال إلى منطقة المواصي غرباً بأقصى سرعة؛ لأن الجيش الإسرائيلي سيبدأ عملية عنيفة في المنطقة..

وبين اختلاف التقديرات، فإن عملية الإخلاء هذه تضم بين 100 إلى 200 ألف فلسطيني يتوزعون في المنطقة المستهدفة في عملية القضم التي يتبعها الجيش الإسرائيلي.

لم يمضِ وقت قصير على التحذيرات الإسرائيلية حتى سُمعت أصوات قصف إسرائيلي عنيف استهدف عدة منازل حدودية في المنطقة..

دبّ الرعب في نفوس الفلسطينيين ليسارعوا إلى مغادرة منازلهم وخيامهم.. وسط أجواء ماطرة وثّقتها فيديوهات النزوح، آخذين معهم ما استطاعوا حمله، مستخدمين عربات تجرها دواب، فيما سار آخرون على أقدامهم أو استقلوا سيارات.. إنه الهروب للأمام.. لكن ما هي مخاطر هذا الإجلاء؟

بحسب الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، فإن المناطق التي سيتم اجتياحها عسكرياً تشمل مستشفى أبو يوسف النجار الواقع في حي الجنينة شرقي المدينة، كما أنها تقطع طريق الوصول إلى مستشفى غزة الأوروبي الواقع بين رفح وخان يونس.

وستؤدي العملية العسكرية أيضا إلى قطع طريق الوصول لمعبري رفح جنوباً وكرم أبو سالم شرقاً، الأمر الذي سيحول دون دخول المساعدات الإنسانية منهما، علاوة على الحيلولة دون سفر المرضى والمصابين لخارج القطاع.

هيئة البث الإسرائيلية أماطت اللثام عن الملابسات التي أحاطت بإعلان الجيش عن تلك الخطوة؛ إذ ارتبطت بما يُعد فشل المفاوضات مع حركة حماس، وهو الفشل الذي حمَّلته لرئيس الوزراء وشركاء اليمين المتطرف في الائتلاف.

وبالفعل، نتنياهو صرح في أكثر من مناسبة أنه من دون عملية رفح فإنه لن يكون هناك نصر كامل، وأن العمليات البرية ستنفذ حتى لو أبرمت صفقة الأسرى.

إنّه التعنّت الإسرائيلي الذي أحرج واشنطن ومن لفّ لفيفها، التي لطالما حذّرت من تأثيرات كارثية لاجتياح رفح.. فهل بدأت الحرب، أما أنها ضغوط اللحظة الأخيرة؟

Advertisements