محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 03:03 صباحاً - كشفت دراسة عن وجود علاقة وطيدة بين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خلال منتصف العمر والصحة البدنية المستدامة في المراحل اللاحقة من الحياة.
وسلطت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة سيدني، الضوء على التأثير العميق للنشاط البدني على صحة الإنسان أثناء انتقالها من منتصف العمر إلى السبعينيات.
وأكدت الدراسة، التي نشرها موقع "everydayhealth"، أهمية الحفاظ على نمط حياة نشط، حتى بالنسبة للنساء اللواتي يبدأن رحلتهن نحو اللياقة البدنية في منتصف الخمسينيات من العمر.
وقال الباحث الدكتور بينه نجوين، إن "تبني أسلوب حياة نشط في الخمسينيات من العمر يمكن أن يخفف من آثار عدم النشاط السابق، وهو ما يشبه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال تعديلات نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني".
وتوصي الإرشادات الطبية الحالية بممارسة 150 إلى 300 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا، بالإضافة إلى أنشطة تقوية العضلات، لتعزيز النتائج الصحية المثلى.
وتعززت التوصيات بالعديد من الدراسات التي توضح فعالية النشاط البدني في تقليل مخاطر الأمراض السائدة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان، إلى جانب تعزيز مرونة المناعة ضد الأمراض المعدية مثل "كوفيد-19" والأنفلونزا.
ومن خلال استخلاص بيانات من أكثر من 11000 امرأة مسجلة في الدراسة الأسترالية الطولية حول صحة المرأة، قام الباحثون بفحص أنماط النشاط البدني على مدار 15 عامًا لتقييم تأثيرها على نوعية الحياة المتعلقة بالصحة.
وصُنف المشاركين بناءً على التزامهم بإرشادات النشاط البدني لمنظمة الصحة العالمية، مما يكشف عن تباينات ملحوظة في النتائج الصحية.
وأظهرت النساء اللاتي استوفين هذه الإرشادات باستمرار أو بدأن الامتثال في سن 55 عامًا، نتائج متفوقة في الصحة البدنية مقارنة بنظيراتهن الأقل نشاطًا.
وبينما تسلط الدراسة الضوء على الفوائد الملموسة للنشاط البدني المستمر، فإنها تؤكد أيضًا على الحاجة الملحة لزيادة الالتزام بأنظمة التمارين الرياضية الموصى بها، خاصة بين النساء في منتصف العمر.
وأكدت الدكتورة ديبورا كادو، طبيبة الشيخوخة في جامعة ستانفورد هيلث، الآثار المترتبة على النتائج على الصحة العامة.
وشددت على إمكانية تحقيق نتائج صحية إيجابية مع التعديلات السلوكية. وهي تشجع الأفراد النشطين وأولئك الذين لم يشرعوا بعد في رحلة اللياقة البدنية، مؤكدة أنه لم يفت الأوان بعد لجني ثمار النشاط البدني.
وبينما تركز الدراسة في المقام الأول على النساء، يؤكد الباحثون أن فوائد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تمتد إلى كلا الجنسين، مبينين عالمية النشاط البدني باعتباره حجر الزاوية في الشيخوخة الصحية.
ومن المثير للاهتمام، أنه في حين تؤكد الدراسة على التأثير العميق للنشاط البدني على الصحة، فإن العلاقة بين ممارسة الرياضة والصحة العقلية تبدو أقل وضوحاً.
ويرى الدكتور نجوين أن الفوارق الملحوظة قد تنبع من آليات مختلفة تؤثر على نتائج الصحة البدنية والعقلية أو المدة القصيرة نسبيًا للدراسة.
ومع ذلك، فإن الأدبيات الموجودة تؤكد فوائد النشاط البدني التي لا تعد ولا تحصى على الصحة العقلية، بما في ذلك الحد من التوتر، وتحسين نوعية النوم، وإدارة القلق.
وتمتد آثار الدراسة إلى ما هو أبعد من إجراءات التمارين المنظمة، وتدعو إلى دمج الحركات العرضية في الأنشطة اليومية لتحقيق أهداف النشاط الموصى بها.