محمد الرخا - دبي - السبت 4 مايو 2024 07:06 مساءً - أوضحت دراسة حديثة أجراها مركز "إم دي أندرسون" للسرطان بجامعة تكساس إستراتيجية واعدة لمساعدة المدخنين الدائمين على الإقلاع عن عادتهم، عن طريق زيادة جرعات "الفارينكلين"، مما قد يعزز، بشكل كبير، احتمالية الإقلاع عن التدخين بنجاح.
ووفق موقع "نيوز ميديكال"، يعمل الفارينكلين، وهو دواء يستخدم في علاج إدمان التدخين، عن طريق التأثير على مستقبلات النيكوتين في الدماغ، حيث يقلل من الرغبة في التدخين، ويخفف من أعراض الانسحاب الناتجة عن تركه.
وركزت الدراسة، التي قادها فريق بحث في قسم العلوم السلوكية، على مقارنة فاعلية "الفارينكلين" مع العلاج ببدائل النيكوتين المشترك (CNRT)، مثل اللاصقات، في المساعدة على الإقلاع عن التدخين. وقد تتبعت هذه الدراسة 490 مدخنًا تم اختيارهم عشوائيًا لتلقّي دواء "الفارينيكلين" أو بدائل النيكوتين المشترك لمدة 6 أسابيع.
وكشفت النتائج أن المدخنين، الذين فشلوا في البداية في الإقلاع عن التدخين كانوا أكثر عرضة بسبع مرات للامتناع عن التدخين بحلول نهاية المرحلة الثانية إذا تمت زيادة جرعات الفارينكلين. بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون الذين تحوّلوا من بدائل النيكوتين المشترك إلى الفارينكلين ما يقرب من ضعف معدل النجاح في الإقلاع عن التدخين مقارنة بأولئك الذين بقوا على بدائل النيكوتين المشترك.
وعلى العكس من ذلك، فإن المرضى الذين تحوّلوا من الفارينكلين إلى بدائل النيكوتين المشترك أظهروا معدلات ضئيلة من الامتناع عن التدخين.
وشدد الباحثون على أن "هذه البيانات تؤكد أهمية إعادة تقييم إستراتيجيات الإقلاع عن التدخين بالنسبة للمدخنين الذين يكافحون من أجل الإقلاع خلال الأسابيع الستة الأولى من العلاج. على الأطباء أن يفكروا بتعديل جرعة الدواء في وقت مبكر من رحلة التوقف عن التدخين لتحسين نتائج المرضى".
وتمت إعادة توزيع المشاركين الذين لم يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين خلال المرحلة الأولية لمدة 6 أسابيع إضافية، حيث استمروا في تناول جرعة الدواء أو تبديلها أو زيادتها.
الجدير بالذكر أن المرضى الذين تلقّوا جرعات متزايدة من "الفارينكلين" أظهروا معدل امتناع بنسبة 20% بعد 6 أسابيع، في حين أن أولئك الذين زادت جرعاتهم من بدائل النيكوتين المشترك أظهروا معدل نجاح بنسبة 14%. على العكس من ذلك، فإن الأفراد الذين تحوّلوا من "الفارينكلين" إلى بدائل النيكوتين المشترك لم يُظهروا أي تحسّن في معدلات الإقلاع عن التدخين. وبعد 6 أشهر، فقط المشاركون الذين تناولوا جرعات متزايدة من "الفارينكلين" حافظوا على الامتناع المستمر عن التدخين.
وبالنظر إلى المستقبل، تهدف الأبحاث الجارية إلى استكشاف مجموعات دوائية بديلة للأفراد الذين يفشلون في الإقلاع عن التدخين بجرعات أولية من "الفارينكلين" أو بدائل النيكوتين المشترك.
كما تؤكد الدراسة على أهمية إستراتيجيات الإقلاع الشخصية، وتسلّط الضوء على فاعلية زيادة جرعة الفارينكلين كنهج قابل للتطبيق للمدخنين الدائمين الذين يسعون، جاهدين، إلى الإقلاع عن هذه العادة.