الارشيف / عرب وعالم

دراسة تكشف أسباب الارتفاع الحاد في "قصور القلب"

محمد الرخا - دبي - السبت 4 مايو 2024 06:03 مساءً - في تراجع مثير للقلق عن التقدم الذي تم إحرازه على مدى عقود من الزمن، ارتفعت الوفيات المرتبطة بقصور القلب حول العالم، متجاوزة المعدلات التي شهدتها في عام 1999.

وبحسب دراسة نشرها موقع webmd، فقد تم تسجيل زيادة بنسبة 3٪ في الوفيات الناجمة عن قصور القلب على مدى الـ 25 سنة الماضية.

ومن خلال تحليل البيانات المستمدة من شهادات الوفاة، أكدت الدراسة على انخفاض كبير في معدلات الوفيات من عام 1999 إلى عام 2009، يليه استقرار، ثم ارتفاع حاد من عام 2012 إلى عام 2019. ومن المثير للقلق أن هذا الاتجاه تصاعد خلال سنوات الجائحة في عامي 2020 و 2021.

وأكدت الدكتورة فيرونيك روجر، عالمة الأوبئة في المعهد الأمريكي للقلب والرئة والدم، على مدى أهمية الوضع، واصفة النتائج بأنها دعوة مقنعة للعمل على إيجاد الأسباب الجذرية وراء هذه الزيادة المؤلمة في الوفيات الناجمة عن قصور القلب، والتي تتطلب فحصًا دقيقًا.

وخلافًا لاسمه، فإن فشل القلب لا يشير إلى التوقف الكامل لوظيفة القلب، بل إلى ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة. ويمكن أن تؤهب عوامل مثل الشيخوخة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الشريان التاجي، والسكري الأفراد لهذه الحالة، إضافة إلى عادات نمط الحياة مثل التدخين والسمنة، والتي تساهم بشكل كبير في حدوثه.

وفي حين أن قصور القلب يؤثر في الغالب على كبار السن، فإن الدراسة تكشف عن ارتفاع غير متناسب في معدل الوفيات بين الفئات السكانية الأصغر سنًّا. ويعزو الدكتور مارات فوديم، خبير أمراض القلب من جامعة ديوك، هذا الاتجاه إلى تصاعد انتشار السمنة ومرض السكري بين المجموعات الأصغر سنًّا؛ مما يجعلهم عرضة لقصور القلب في سن مبكرة.

وقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم مسار مثير للقلق بالفعل، حيث أظهر المرضى الذين دخلوا المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي المرتبط بكوفيد-19 خطرا متزايدا للإصابة بقصور القلب. بالإضافة إلى ذلك، أدت الاضطرابات الناجمة عن الوباء في تقديم الرعاية الصحية إلى تفاقم الفوارق الصحية القائمة؛ مما أدى إلى تحويل الانتباه عن الوقاية من قصور القلب وإدارته.

كما أكد الخبراء العلاقة المتشابكة بين قصور القلب والأمراض المصاحبة مثل أمراض الكلى، مما يزيد من تعقيد المشهد السريري، إضافة إلى أوجه القصور المنهجية في تقديم الرعاية الصحية، خاصة في المجتمعات المهمشة.

وعلى الرغم من الخطوات الجديرة بالثناء في إدارة قصور القلب، فإن الزيادات المستمرة في معدلات الوفيات تتطلب تجديد النشاط في البحث والوقاية والتدخل السريري. لذا؛ يدعو الخبراء إلى اتباع نهج تآزري، والاستفادة من السبل المبتكرة للحدِّ من هذا الاتجاه المثير للقلق.

ولا تكمن الضرورة الحتمية في تحسين الرعاية السريرية فحسب، بل أيضًا في تعزيز التحولات المجتمعية نحو أنماط حياة أكثر صحة، إذ إن الفشل في الاستجابة لهذا النداء الواضح يخاطر بإدامة مسار مدمر؛ مما يؤكد ضرورة التدخل الحاسم في حماية صحة القلب والأوعية الدموية.

Advertisements