الارشيف / عرب وعالم

تطورات جديدة تزيد الآمال بعلاج مرض "كرون"

محمد الرخا - دبي - السبت 4 مايو 2024 01:10 صباحاً - يمثل مرض كرون، وهو حالة التهابية مزمنة ومنهكة في كثير من الأحيان تؤثر على الأمعاء، تحديًا كبيرًا لعدد كبير من الأفراد حول العالم، وأظهرت الأبحاث الرائدة في العلاج بالخلايا الجذعية إمكانية شفاء الأضرار المعوية وإثارة استجابات مناعية مواتية.

وتتراوح أعراض المرض من الانزعاج الخفيف إلى المضاعفات الشديدة بما في ذلك: آلام البطن، والإسهال، والتعب، وفقدان الوزن، وفقر الدم، وعواقب قد تهدد الحياة.

وعلى الرغم من الجهود المستمرة، فإن العلاج النهائي يبقى غير معروف، والعلاجات الحالية مثل المنشطات ومثبطات المناعة تقدم فعالية محدودة، مما يجعل المرضى والمهنيين الطبيين، على حد سواء، يبحثون عن علاجات أكثر فاعلية لتحسين نوعية الحياة.

وبحسب تقرير نشره موقع webmd، شهد علاج مرض كرون، في السنوات الأخيرة، طفرة في جهود البحث والتطوير، مع التركيز على الحلول المبتكرة لمعالجة آلياته الأساسية.

وكثف خبراء الجهاز الهضمي استكشافهم للأدوية الجديدة التي تستهدف الالتهابات واستجابات المناعة الذاتية، إلى جانب الإجراءات الاستقصائية مثل عمليات زرع البراز التي تهدف إلى تعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء.

وفي العام 2024، ظهرت اكتشافات واعدة، مما يوفر أملًا متجددًا للمرضى الذين يتصارعون مع تحديات مرض كرون.

في كاليفورنيا، أظهرت الأبحاث الرائدة في العلاج بالخلايا الجذعية إمكانية شفاء الأضرار المعوية وإثارة استجابات مناعية مواتية. وعلى الرغم من أن هذا العلاج لا يزال في مرحلة ما قبل السريرية، إلا أنه يمثل منارة واعدة للأفراد الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية أو الأدوية المتطورة.

ويؤكد الدكتور مانيش ديف، الذي يقود أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية في جامعة كاليفورنيا، على القيود المفروضة على الأدوية الحالية، مشيرًا إلى الآثار الجانبية وتناقص الفاعلية بمرور الوقت. ومن خلال تسليط الضوء على إمكانات الخلايا الجذعية في قمع الاستجابات المناعية وتعزيز تجديد الأمعاء، يدعو الدكتور ديف إلى إجراء مزيد من التحقيقات السريرية للتحقق من صحة هذه النتائج، وتمهيد الطريق للحصول على الموافقة التنظيمية.

وفي الوقت نفسه، في جامعة نورث وسترن، طور العلماء مستشعرًا لاسلكيًا لدرجة الحرارة قابل للزرع مصممًا للكشف عن النوبات الالتهابية المميزة لمرض كرون.

وتتمتع هذه التكنولوجيا المبتكرة، التي أظهرتها الدراسات التي أجريت على الحيوانات، بالقدرة على تمكين المراقبة في الوقت الحقيقي لتطور المرض، وتسهيل التدخلات في الوقت المناسب للتخفيف من تلف الأنسجة، وتحسين نتائج المرضى.

ويؤكد الدكتور آرون شارما، أحد الشخصيات الرئيسة في تطوير مستشعر درجة الحرارة، على إمكاناته التحويلية في تحسين نوعية الحياة للأفراد الذين يعانون من حالات التهابية مزمنة. ومع النتائج الناجحة في النماذج قبل السريرية، يستعد الباحثون للمضي قُدمًا في تحقيقاتهم في التجارب البشرية، مما يوفر بصيصًا من الأمل لأولئك المصابين بمرض كرون، والاضطرابات المرتبطة به.

وفي إطار جهد متضافر لمواجهة التحديات الفريدة التي يواجهها الأطفال المرضى المصابون بمرض كرون، يجري حاليًا تنفيذ مبادرات بحثية تعاونية مثل دراسة CAMEO. يؤكد الدكتور نيل ليليكو، الذي يقود هذه الدراسة، على الحاجة الماسة إلى أساليب علاجية مصممة خصيصًا للأطفال، مسلطًا الضوء على أهمية تحسين جرعات الأدوية وتقنيات المراقبة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية العلاجية، وتقليل الآثار الضارة.

ومع استمرار البحث عن علاجات فعالة، يبقى خبراء المجتمع الطبي ملتزمين بتعزيز فهمنا لمرض كرون وترجمة الاكتشافات الرائدة إلى تحسينات ملموسة في رعاية المرضى. ومع كل خطوة إلى الأمام، فإن احتمالات الإغاثة، وتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بمرض كرون تصبح واعدة بشكل متزايد.

Advertisements