02 مايو 2024, 7:28 م
هنا في قاعدة أدازي العسكرية في غابات لاتفيا احتشدت قوات حلف شمال الأطلسي من 14 دولة للمشاركة في أكبر مناورة عسكرية للحلف منذ الحرب الباردة.. ومرة أخرى كان التركيز على روسيا.
بدأت التدريبات في الصباح الباكر بتحذير: "عبرت قوات العدو حدود لاتفيا مع روسيا وكانت تقترب من العاصمة ريغا.. تسابقت القوات لدفع الغزاة الوهميين نحو الأراضي الرطبة التي من شأنها أن تعرقل دباباتهم".
تقول صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير مطوّل: "إن مناورة هذا العام و التي سمّيت "المدافع الصامدة 2024"، تهدف لإرسال رسالة إلى موسكو مفادها بأن التحالف يقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن أعضائه وخاصة تلك القريبة من حدود روسيا، بما في ذلك لاتفيا.
المناورات الشاملة ضمّت حوالي 90 ألف جندي و1100 مركبة قتالية و80 طائرة و50 سفينة بحرية.. تميّزت بسيناريوهات واقعية لغزو روسي لإحدى دول الناتو.
واللافت.. منذ الحرب الباردة لم تكن الاختلافات في اللغة وأنظمة الاتصالات والأسلحة داخل حلف شمال الأطلسي ذات أهمية تذكر؛ لأن قواته نادراً ما قاتلت جنباً إلى جنب.
أما الآن أصبح الاستعداد لحرب التحالف من الأولويات، ويتعين على القوات أن تعرف كيفية العمل معًا في ساحة المعركة.
والناتو بعد هذه المناورات لديه تحديات وعقبات لا بد من الأخذ بها على محمل الجد.. خاصة فيما يتعلق بتوافق المعدات وأنظمة الاتصالات.. فلا تزال العديد من الدول تستخدم أنظمة عسكرية مختلفة، مما يعيق التنسيق الفعال في ساحة المعركة.
وبوضع معايير جديدة للمعدات يعمل الحلف لضمان قدرتها على العمل معًا.. ويبدو أنه حقق تقدماً في حلحلة هذه المعضلة "بحسب الصحيفة الأمريكية".. كما يجري العمل على تعزيز التعاون وتطويره في مجال اللوجستيات وتبادل قطع الغيار.
وإلى جانب التحديات العسكرية، يواجه الناتو خلافات حول الإنفاق الدفاعي.. فقد تعهدت جميع الدول الأعضاء بإنفاق 2٪ على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2024، لكن لا تزال بعض الدول بعيدة عن تحقيق هذا الهدف.
وفي نقطة جوهرية تختلف وجهات نظر الدول الأعضاء حول التهديدات الرئيسة.. فبينما يرى الناتو روسيا على أنها العدو الرئيس، بعض الدول الأعضاء في جنوب أوروبا لا ترى في روسيا عدواً لها.. بل تركز على التهديدات الإقليمية مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية.