محمد الرخا - دبي - الخميس 2 مايو 2024 04:06 مساءً - من مهد الديمقراطية المزعومة، أطلّت علينا مشاهد صادمة ستحفر عميقًا في ذاكرة التاريخ. طلاب أمريكيون يُعتقلون ويُقمعون بوحشية لمجرد تعبيرهم عن آرائهم مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة الجريحة. نعم، هذه هي "الديمقراطية" التي لطالما تغنَّت بها أمريكا وصدّرتها للعالم؟
كل الأنظار شاخصةً نحو احتجاجات الجامعات الأمريكية التي لم يتراجع طلابُها عن أبسط حقوقهم في حرية التعبير، فكسروا صورًا زائفةً من زجاج هش لطالما كانت تصدّر لنا خطابًا ديمقراطيًّا براقًا.
تطورات متسارعة في سيناريوهات الاحتجاج الطلابي الذي لم يرضخ حتى مع استعمال القوة من قِبل الشرطة الأمريكية التي اعتقلت طلابًا وأساتذةً بالجملة.. وهنا الصورة كانت أبلغ من أيّ كلام. في المقابل ماذا فعلت السلطات الأمريكية أمام ارتفاع وتيرة الاحتجاجات؟
في قرار يصبّ الزيت على النار، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون "يجرّم" وصف إسرائيل بـ"دولة عنصرية"، وكذلك يعتبر أيّ محاولات لعقد مقارنات بين جرائم إسرائيل وسياسة النازيين "معاداة للسامية".
التشريع لاقى اعتراضًا واسعًا بين جماعات حقوقية أمريكية، وسط الاحتجاجات المستمرة في الكليات والجامعات في جميع أنحاء البلاد فيما يتعلق بحرب غزة.
من جهة أخرى توجّهت أو ربما وجّهت الكثير من وسائل الإعلام الغربية لمهاجمة الاحتجاجات الطلابية التي وصفتها بـ "الغوغاء" وربما حوّلتها لِمؤامرة كونية ضد إسرائيل التي دمّرت غزة وقتلت الآلاف من أبنائها وشرّدت ما تبقى.
وأمام الحرب التي لم يشهد التاريخ الحديث مثلها، فشلت أمريكا فشلًا ذريعًا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم تُحرّك ساكنًا لوقف شلال الدماء، واكتفت بتصريحات خجولة لم تثن إسرائيل عن جرائمها.
بينما سجّل التاريخ على مدار عقود، كيف رفعت بلاد العم سام شعارات "الحرية" و"الديمقراطية"، ولطالما دعت دول الشرق الأوسط لاحترام شعاراتها والعمل بها؛ لكنها كشفت تناقضًا صارخًا بين أقوالها وأفعالها.