01 مايو 2024, 1:55 ص
لم تكن سرقات المتاجر التي باتت عادة بريطانية في الأشهر الطويلة الماضية ، سوى دليل دامغ على أن الحاجة بلغت أوجها لجزء كبير من المجتمع البريطاني ، بعدما وصل التضخم مرحلة خطيرة ولامست أسعار السلع والأغدية مستويات غير مسبوقة .
منذ جائحة كورونا وتبعاتها وما تمخض عن الحرب الروسية الأوكرانية ، فإن دولة كبريطانيا تستورد أكثر من نصف غذائها ، وتعد الأعلى تضخما في غرب أوروبا ، فإن الأرقام كانت صادمة إذا ما تعلق الأمر بحالة لم تعشها المملكة المتحدة منذ نصف قرن تقريبا ، حيث أن أسعار الأغذية والمشروبات غير الكحولية ارتفعت بما يقارب ال20% تقريبا ، وفق آخر أرقام عام 2023 مسجلة أكبر زيادة من نوعها منذ عام 1977 ، في أسوأ أزمة معيشية في بريطانيا منذ 40 عاما .
الطاقة هي أيضا مشكلة تؤرق البريطانيين ، بعدما تضاعفت فواتيرها ثلاث مرات خلال أقل من عامين ، مع برامج توعوية حكومية لم تتوقف منذ حرب أوكرانيا ، تطالب المواطنين بالترشيد والاستهلاك ومع هذا فإن متوسط فاتورة المنزل البريطاني لا تقل شهريا عن 600 جنيه للطاقة فقط ، أما و بحسب مؤسسة (resoluation foundation) الهادفة لتحسين مستوى معيشة الأسر البريطانية فإن أعداد الفقراء في بريطانيا مرشحة للزيادة بمقدار 3 ملايين شخص ليصل العدد إلى 14 مليونا بين عامي 2023 و2024 .
إن البريطانيين بحاجة إلى قبول أنهم أسوأ حالا ، تعليق لكبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل، كان بمثابة صوت البريطانيين المستائين من رئيس الوزراء ريشي سوناك بسبب انعدام الحلول ، لاسيما وأن فوضى المتاجر وأزمة ارتفاع الأسعار ومشاكل الحاجة بشكل عام أنتجت في السنوات القليلة الماضية ظواهر خطيرة ، حيث ازداد التشرد في ريف إنجلترا بنسبة 40% خلال خمس سنوات وفق الجميعات الخيرية البريطانية ، فماذا بعد في المملكة المتحدة التي ضُرب اقتصادها بثلاث مطارق بدءا من مغادرتها الاتحاد الأوروبي وصولا لحرب أوكرانيا ومرورا بجائحة كوفيد19