30 أبريل 2024, 7:14 م
تغيّرت ساحات الاحتجاج في الولايات المتحدة، وتغيّرت رمزيتها بعد 7 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودخل الحراك الطلابي المناهض لإسرائيل مرحلة جديدة بأن تصدرته جامعات النخبة.
يبدو الحراك بلا أيديولوجيا، ولكنه شديد التعبير عن عودة الشباب الطلابي إلى معترك الحياة السياسية بتأثيره الواسع وقدرته على التغيير الذي أثبته خلال عقود سابقة.
من جامعة كولومبيا في نيويورك انطلقت الاحتجاجات، ثم هارفارد في بوسطن، ومن ثمّ جامعات ييل ونورث وسترن وغيرها، واللافت أنها في معظمها جامعات النخبة من الطلبة المتفوقين، ومن أبناء المتنفذين سياسيا واجتماعيا، لتنتشر في عديد الجامعات الأمريكية.
تطورات متسارعة في سيناريوهات الاحتجاج الطلابي الذي لم يرضخ حتى مع استعمال القوة من قبل الشرطة الأمريكية، التي اعتقلت طلاباً وأساتذةً بالجملة، وهنا كانت الصورة أبلغ من أي كلام، وشُوّهت مصطلحات الديمقراطية وحرية التعبير في بلاد العم سام.
من جهة أخرى، أخذت الاعتصامات الطلابية منحى خطراً بعد أن استولى العشرات من المتظاهرين على مبنى أكاديمي في جامعة كولومبيا، وحطموا بعض مرافقه بسبب عدم تلبية مطالبهم.
صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية قالت إن طلابا في الجامعة قاموا بعد ساعات من بدء الدراسة بوضع كراسٍ وطاولات خشبية أمام الأبواب لمنع الآخرين من الدخول لقاعة "هاميلتون" في جامعة كولومبيا.
وأضافت الصحيفة بأن متظاهرين يرتدون أقنعة رفعوا لافتة كُتب عليها "قاعة هند" من نافذة تطل على حشد من المتظاهرين، وجاءت إعادة التسمية على ما يبدو تكريما لهند رجب، وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 6 سنوات قُتلت في غزة إلى جانب اثنين من المسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حاولا إنقاذها في يناير الماضي، بينما تجمع المئات خارج المبنى مشتبكين بأذرعهم، ليشكلوا سلسلة بشرية تسد المدخل، مطالبين بتنفيذ مطالبهم.
ثمّة من يقول إن الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة، ودعم الولايات المتحدة غير المحدود لها، كانا القادح في احتجاجات الطلاب الأمريكيين، وهي مصدر قلق شديد لإسرائيل حاضرا ومستقبلا؛ لأنها تشير إلى تغيّر مفصلي في رؤية مجتمع عُرف تقليديا بمساندتها، وتعوّد قبول "سرديات" الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض خاصة تجاه إسرائيل.
وبحسب محللين، فإن السلطات الأمريكية تجد نفسها في حالة من الحرج الشديد باعتمادها الحل الأمني في التعامل مع محتجين سلميين داخل الجامعات، واعتقال مئات منهم، وعدم قدرتها على احتواء الاحتجاجات؛ ما سينعكس على المشهد السياسي، وسيكون له تأثيره بشكل ما على العلاقة بإسرائيل، راهنا ومستقبلا.