محمد الرخا - دبي - الاثنين 29 أبريل 2024 03:03 مساءً - استبقت إسرائيل جولة المباحثات الجديدة مع حركة حماس، بغارات عنيفة استهدفت مدينة رفح؛ ما يثير التساؤلات حول إمكانية اجتياح المدينة، أو ضغوط للتوصل لاتفاقٍ مُرضٍ لتل أبيب.
وفجر الاثنين، شنَّ الطيران الإسرائيلي، غارات جوية عنيفة على رفح جنوبي قطاع غزة تسببت بمقتل 19 فلسطينيًّا، وهي الغارات التي جاءت قبل ساعات من استضافة مصر المتوقعة لقادة من حماس لإجراء مباحثات بشأن التهدئة بغزة.
أخبار ذات صلة
رفح تشعل معركة داخل ائتلاف نتنياهو وتحذيرات من "فخ إستراتيجي"
رسائل عديدة
ويرى المحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، "أن القصف الإسرائيلي العنيف لرفح يحمل العديد من الرسائل المهمة لحماس، ويرتبط بشكل وثيق بالمباحثات المرتقبة بشأن التهدئة في غزة"، مبينًا أن إسرائيل تريد اتفاقًا وفق شروطها.
وأوضح أبو زايدة لـ"الخليج 365"، "أن الرسالة الأولى تتمثل في أن ثمن فشل التوصل لاتفاق تهدئة، اجتياح رفح وتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حماس بالمدينة"، مبينًا أن إسرائيل تدرك رغبة حماس بإلغاء الخطط العسكرية الإسرائيلية بشأن رفح.
وأضاف: "الرسالة الثانية تتمثل في أن إسرائيل مستعدة للعمل ضد حماس وجناحها المسلح بمختلف الظروف، ودون وضع التحذيرات الدولية بشأن أوضاع النازحين في رفح بالحسبان"، مؤكدًا أن ذلك سيزيد من مخاوف حماس.
أخبار ذات صلة
رفح تشعل معركة داخل ائتلاف نتنياهو وتحذيرات من "فخ إستراتيجي"
وأشار إلى أن "الرسالة الثالثة تتمثل في ممارسة ضغوط على حماس للقبول بالمقترح الأخير بشأن التهدئة، في إطار سياسة التفاوض تحت النار"، مشددًا على أن الحركة ستكون مضطرة للقبول بأي مقترح لمنع اجتياح رفح.
أما الرسالة الرابعة، وفق المحلل السياسي، فهي موجهة للولايات المتحدة والعالم، وتؤكد فيها إسرائيل أنها لن تتخلى عن اجتياح رفح حال فشلت جولة المفاوضات الحالية مع حماس، مؤكدًا أن ذلك يمثل ردًّا إسرائيليًّا على الموقف الأمريكي من خطط اجتياح المدينة.
وبين أبو زايدة، "أن الجيش الإسرائيلي سيكثف خلال الأيام المقبلة قصف رفح، كما سيعمل على الاستعداد لعملية تدريجية ضدها"، لافتًا إلى أن ذلك سيدفع حماس للتنازل عن الكثير من شروطها بمفاوضات التهدئة، ويمكن أن يؤدي لاتفاق مرحلي بين الجانبين.
أزمات نتنياهو
المحلل السياسي، يونس الزريعي يرى، "أن الضربات الجوية العنيفة لرفح تأتي في إطار محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهروب من أزماته السياسية، خاصة وأن الضغوط تتزايد عليه للتوصل لاتفاق مع حماس.
وأوضح الزريعي، لـ"الخليج 365"، "أن نتنياهو يسعى للضغط على حماس عسكريًّا للانسحاب من مفاوضات التهدئة أو تقديم رد غير ملائم للوسطاء، وهو ما يعفيه من المسؤولية عن أي فشل متوقع فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق بشأن الإفراج عن الأسرى والمحتجزين".
أخبار ذات صلة
عباس يناشد واشنطن التدخل لمنع اجتياح رفح
وأوضح: "نتنياهو قلق من إمكانية التوصل لصفقة مع حماس تؤدي لتعليق قراره باجتياح رفح؛ ما يمكن أن يؤدي لانهيار حكومته وانتهاء مستقبله السياسي، كما إن تنفيذ عملية عسكرية بالمدينة قد يؤدي لخلق العديد من الأزمات السياسية لإسرائيل وتحديدًا مع الولايات المتحدة ومصر".
وأشار الزريعي إلى أن "أمريكا لا تعارض بشكل كامل العملية الإسرائيلية البرية برفح؛ لكنها تريد من تل أبيب مراعاة مخاوفها بشأن النازحين وتدفق المساعدات عليهم"، مشددًا على أن الحل الوحيد لمنع اجتياح رفح هو التوصل لاتفاق مبدئي بين حماس وإسرائيل.
ووفق المحلل السياسي، فإن "حماس ستبدي مرونة كبيرة مع الوسطاء للتوصل لاتفاق مرحلي مع إسرائيل يؤسس للصفقة الشاملة"، مشيرًا إلى أن المواقف الأخيرة للحركة تؤكد قلقها من تحرك الجيش الإسرائيلي ضد رفح.