الارشيف / عرب وعالم

كيف سيعمل الرصيف البحري الأمريكي لإيصال المساعدات إلى غزة؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 28 أبريل 2024 08:17 مساءً - سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الآلية المنتظر اعتمادها لعمل الرصيف البحري المؤقت، الذي بدأت الولايات المتحدة بإنشائه على سواحل غزة.

وذكرت الصحيفة في تقرير، أنه "من المتوقع أن يبدأ الرصيف في استقبال الشحنات الأولية من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات، مطلع الشهر المقبل، وفقًا لمسؤولين عسكريين".

غير أن جهود إيصال المساعدات إلى غزة عبر ممر بحري، ستكون "عملية معقدة تتضمن خطوات متعددة"، بحسب الصحيفة.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير للصحفيين أخيرًا، إن قرابة 1000 من الجنود والبحارة الأمريكيين سيشاركون في مشروع الرصيف الذي سيتيح في البداية نقل حوالي 90 حمولة شاحنة من المساعدات يوميًا، ليصل العدد في النهاية إلى 150 حمولة شاحنة يوميًا، وهي أقصى طاقة ممكنة.

وذكرت السلطات الأمريكية، أن الرصيف الإنساني لن يكون بديلاً عن عمليات إيصال المساعدات الإنسانية برًا، والهدف من إنشائه استكمال تلك المهمة.

في حين تشير بيانات الأمم المتحدة، إلى أن عمليات التسليم البرية ارتفعت بشكل طفيف، في الأسابيع الأخيرة، لكنها لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات الهائلة للقطاع الذي لقي العشرات من سكانه حتفهم لأسباب تتعلق بسوء التغذية والجفاف في وقت يعاني فيه نصف السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من المجاعة.

وبيّنت الصحيفة، أن وصول المساعدات الإنسانية إلى الشاطئ عبر الممر البحري، لا يعني أن منظمات الإغاثة التي ستقوم بتوزيعها داخل غزة لن تواجه المخاطر والعقبات نفسها، التي تتعرض لها عادة أثناء عملها وسط القصف الإسرائيلي المستمر.

أخبار ذات صلة

"واشنطن بوست": تهديدات أمنية قد تعرقل تنفيذ الميناء الأمريكي في غزة

دول متعددة

وتمثل المواد الغذائية الغالبية العظمى من المساعدات، وسيتم جمعها من عدة دول ونقلها إلى ميناء لارنكا في قبرص.

وقال المتحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تعمل مع الجيش لتنسيق خطط الرصيف، إن بعض المواد التي ستأتي عبر الممر البحري تشتمل على ألواح الطعام الغنية بالعناصر الغذائية، والتي يتم الحصول عليها من دبي؛ والأغذية المخصصة لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأطفال، والتي سيتم الحصول عليها من كينيا؛ فضلاً عن إمدادات الإغاثة، ومستلزمات النظافة القادمة من أوروبا.

إشراف إسرائيلي

وفي ميناء لارنكا، سيحضر مندوبون إسرائيليون أثناء قيام السلطات القبرصية بفحص الشحنات، حيث ستكون معايير التفتيش مطابقة لتلك المتبعة في المعابر البرية إلى غزة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي مطلع للصحيفة.

يأتي ذلك، رغم حديث مسؤولي الإغاثة، عن أن عمليات التفتيش هذه تتسم بكونها مرهقة وتعسفية في بعض الأحيان.

15 ساعة

في العادة، تستغرق الرحلة التي يبلغ طولها 250 ميلاً تقريبًا من قبرص إلى غزة، ما يقرب من 15 ساعة، أو يوم كامل من السفر، ولكنها قد تستغرق ما يصل إلى يومين اعتمادًا على وزن الشحنة ونوع السفينة المستخدمة.

ومن الممكن أيضًا أن تتأخر السفن بسبب الظروف الجوية غير المواتية، وكان هذا أحد العوامل التي أدت إلى تأخير سفينة "وورلد سينترال كيتشن"، الثانية لمدة أسبوعين تقريبًا في لارنكا، عن الموعد المحدد لمغادرتها.

ولا يوجد في غزة ميناء بحري دولي؛ بسبب منع إسرائيل طيلة عقود بناء ميناء كهذا.

ولأن المياه القريبة من الشاطئ ضحلة للغاية بحيث لا تتمكن السفن الكبيرة من الاقتراب من الرصيف الإنساني مباشرة، يتعين على الولايات المتحدة أيضًا بناء منصة عائمة على بعد ميلين من الساحل، حيث ستقوم السفن التي تحمل المساعدات بتفريغ حمولتها أولا.

وأيضا، تشارك أكثر من 14 سفينة أمريكية في بناء وتشغيل الرصيف، وفقًا لمسؤول عسكري، وبعضها يحمل الآلات والمعدات الثقيلة اللازمة لذلك.

في الأثناء، يسعى مسؤولو المساعدات الإنسانية المشاركون في تلقي وتوزيع المساعدات، إلى إبقاء تعاملهم مع الجيش الإسرائيلي محدودًا قدر الإمكان، وفقًا للصحيفة.

أخبار ذات صلة

الغارديان: غزة تحتاج 14 عاما لإزالة 37 مليون طن من ركام الحرب

تحدي التوزيع الآمن

وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأسبوع الماضي، إن برنامج الغذاء العالمي سيساعد في توزيع المساعدات داخل غزة بعد وصولها إلى الرصيف.

وأيضا، ستنقل الشاحنات التي تعمل بالتنسيق مع مجموعات الإغاثة، المساعدات من منطقة آمنة بالقرب من الرصيف إلى مستودعات الأمم المتحدة، والتي يوجد أكثر من 20 منها في جميع أنحاء غزة.

ثم في نهاية المطاف إلى مئات الملاجئ والمستودعات الأصغر ونقاط التوزيع الأخرى في جميع أنحاء القطاع.

غير أن غالبية نقاط التوزيع ستتركز في مناطق جنوب غزة، التي يتجمع فيها معظم النازحين من بيوتهم.

ولفتت الصحيفة، إلى توافر عدد صغير من الطرق لشاحنات التوزيع بعد أن حولت الغارات الجوية الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من الأرض إلى ركام وأنقاض.

وكالعادة، ستحتاج القوافل إلى تنسيق تحركاتها بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي.

في الوقت نفسه، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم بشكل أكثر خطورة حيث مات العديد من سكان غزة أثناء سعيهم للحصول على المساعدات، بما في ذلك أكثر من 100 قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من إحدى القوافل، وأكثر من 10 ماتوا غرقًا أثناء محاولتهم انتشال المساعدات التي سقطت في البحر.

Advertisements