محمد الرخا - دبي - الجمعة 26 أبريل 2024 04:15 مساءً - اعتبر محللان سياسيان أن عودة القصف الإسرائيلي المكثف لشمالي غزة تهميد لإنهاء حكم حركة حماس في القطاع.
ويعيش شمال قطاع غزة منذ حوالي أسبوع قصفًا إسرائيليًّا مكثفًا، إلى جانب توغل بالدبابات والآليات العسكرية من المحاور الشمالية والشرقية وسط اشتباكات مسلحة بوتيرة منخفضة.
أخبار ذات صلة
سموتريتش يدعو لاغتيال قيادات حماس وإبادة قطاع غزة بالكامل
جاء ذلك بعد أسابيع من الهدوء النسبي مقارنةً بما كانت عليه الأوضاع، لا سيما إدخال البضائع والسلع الغذائية بكميات كبيرة من معبر إيرز شمال القطاع.
وبين المحللان لـ"الخليج 365"، أن عودة الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف جاءت كرد أولي على إعادة انتشار عناصر حركة حماس خلال فترة الهدوء، وتشكيل لجان من أجل الاستمرار في ممارسة مهام على الأرض، وبسط السيطرة.
رسالة عسكرية
وقال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني محمد دياب، إن عودة الجيش الإسرائيلي للقصف العنيف والمكثف وإجبار السكان على النزوح مرة أخرى، هي رسالة عسكرية مفادها بأن هذه المناطق ستبقى خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي فترة أطول".
وأشار لـ"الخليج 365"، إلى أن سيطرة الجيش لفترة أطول "ستجعله قادرًا على تأمين المنطقة العازلة الممتدة على الحدود الشرقية والشمالية لشمال القطاع وصولًا إلى "موقع زيكيم" العسكري شمال غرب بيت لاهيا".
الهجوم الإسرائيلي جاء ردًّا على محاولات بعض عناصر حماس من بسط السيطرة الأمنية على مناطق شمالي القطاع
محمد دياب
ورجح دياب أن الهجوم الإسرائيلي جاء ردًّا على محاولات بعض عناصر حماس من بسط السيطرة الأمنية على مناطق شمالي القطاع، وهو ما يعتبره الجيش الإسرائيلي مخالفة لأهداف الحرب المعلنة من قبل "الكابينيت" والتي نصّت على إنهاء حكم حماس للقطاع.
وبين أن "الهجوم يأتي أيضًا للضغط على وفد حماس المفاوض أكثر وإدخاله في أزمات أكبر تفقده القدرة على الصمود على طاولة المفاوضات، وهو ما يحدث بالنظر إلى تصريحات أعضاء كبار في المكتب السياسي لحركة حماس، والذين أعلنوا عن تنازلات كبيرة جدًا في مطالبهم مقابل وعود بإبداء ليونة من قبل إسرائيل".
أخبار ذات صلة
مصادر لـ"الخليج 365": حماس تقدم تنازلات لتجنب اجتياح رفح
ولفت إلى أن "كل ذلك يحدث في ظل غياب واضح لاشتباكات مسلحة وكمائن من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة وهو ما يدل على أنها استنزفت إلى حد بعيد في المراحل السابقة، وبدأت مرحلة أخيرة وهي إنهاء حكم حماس من خلال إفقادها السيطرة على ممارسة مهامها وتضييق الخناق أكثر وصولًا إلى إنهاء آخر مظاهر السلطة".
أزمة حقيقية
بدوره قال المحلل السياسي الدكتور طلال أبو ركبة، إن شمال غزة يحظى باهتمام بالغ في الأوساط العسكرية الإسرائيلية لعدة أسباب أبرزها؛ أن الكثافة السكانية فيه مرتفعة جدًا مقارنة بباقي المناطق، بالإضافة إلى وجود أكبر الكتائب العسكرية بها إلى جانب البعد الجيوغرافي، الذي يجعل من مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا مصدر خطر حقيقي للمنطقة العازلة وللمستوطنات القريبة في حال عاد إليها سكانها.
أخبار ذات صلة
أمريكا تعلن بدء بناء رصيف بحري في غزة
وأضاف لـ"الخليج 365"، أنه "لذلك أوصل الجيش الإسرائيلي رسالة الأسبوع الماضي، بعد أن قام بمحاصرة عدد من مراكز الإيواء في بيت حانون وبيت لاهيا وارتكب فيهما المجازر وقام بقصف النازحين وأجرى عمليات إعدام ميدانية ما أعاد الأسابيع الأولى إلى الأذهان وعادوا للنزوح مرة أخرى إلى عمق شمال غزة تحديدًا مخيم جباليا".
ورجح أبو ركبة أن "الجيش الإسرائيلي يسعى إلى بسط سيطرته الأمنية على شمال قطاع غزة بعد أن استطاع أن يدمر نسبة كبيرة من البنية التحتية العسكرية لحماس إلى جانب القوة العسكرية البشرية، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال انخفاض وتيرة الاشتباكات بشكل كبير جدًا مقارنة بما كانت عليه في المراحل الأولى".
حركة حماس تعيش أزمة حقيقية على المستويين السياسي والعسكري
الدكتور طلال أبو ركبة
ونوه إلى أن "حماس تعيش أزمة حقيقية على المستويين السياسي والعسكري، على المستوى السياسي بسبب الضغط الأمريكي والإسرائيلي على الوسطاء وتشويه دورهم وعلى رأسهم قطر بضرورة الضغط على حماس بكل السبل من أجل تقديم تنازلات أكبر".
واستشهد أبو ركبة في حديثه بما أكده نائب رئيس حركة حماس بغزة خليل الحية، الذي قال "هناك ضغوط كبيرة تمارس على قطر من أجل أن تضغط على حماس".
ومضى قائلًا: "يبدو أن حماس استسلمت إلى هذه الضغوط وبدأت مزاد التنازلات الذي انخفض من 500 أسير فلسطيني مقابل كل أسير عسكري إسرائيلي إلى 50 أسيرًا فلسطينيًّا، وكذلك استعداد الحركة للتخلي عن أسلحتها مقابل دولة على حدود 1967".