الارشيف / عرب وعالم

"مشاهير الإنترنت".. هل بدأوا الاستيلاء على عرش النجوم؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 26 أبريل 2024 11:17 صباحاً - نجومية مختلفة، كانت تُطبخ على نار هادئة، خلال السنوات السابقة، عبر صفحات السوشيال ميديا، نضج أبطالها، الآن، وأصبحوا ينافسون نجوم الدراما في الحضور ومتابعة الجمهور.

ورغم ذهاب الكثير من نجوم الإنترنت باتجاه الإثارة والفضيحة لنيل الانتشار السريع، إلا أنهم لم يطغوا على فئة مهمة من البلوغرات، ممن ركزوا على مواضيع الثقافة وأعمال الخير والقضايا الإنسانية.

وتصل نسبة المتابعات عند بعض صناع المحتوى والبلوغرات، إلى عدة ملايين، وهي نسبة تفوق ما يحصل عليه نجوم التلفزيون. كما أن بعضهم بات معروفًا للجمهور، ويحصل على الاحتفاء في الشارع، أكثر من الممثلين.

وبسبب انتشار نجوم الإنترنت الجدد، تشجع ممثلو التلفزيون للذهاب إلى السوشيال ميديا، عبر تصوير فيديوهات تحصد المشاهدات. كما ظهرت تمثيليات قصيرة مخصصة لأقنية الإنترنت، شكلت خيارًا للممثلين الذين لم يحالفهم الحظ بنيل أدوار في المسلسلات الضخمة.

وفي المقابل، شهدت السنوات السابقة، اقتحام العديد من البلوغرات مجال التمثيل، مستفيدين من الشهرة التي يمتلكونها. رغم أن بعضهم لم يكن ملائمًا، مثل البلوغر كروان مشاكل، الذي مثَّل في مسلسل "بطن الحوت".

وشاركت البلوغر تغريد محمد في فيلم "بلوموندو"، كما شارك الطفل عبد الرحمن طه، الذي يوصف بأصغر بلوغر، في الجزء السادس من مسلسل "الكبير أوي"، ومحمود السيسي، وهدى رشدي، في عدة أعمال منها "مكتوب عليا". وغيرهم كثير.

بلوغرات بتوجهات مختلفة

وتحضر الإثارة بدرجات متفاوتة عند البلوغرات النساء. فالبعض منهنّ يعتمد عليها بشكل أساس. بينما يخف مستواها عند بلوغرات الأزياء والماكياج والطبخ. وتتلاشى بشكل كامل تقريبًا عند بلوغرات الثقافة والقضايا الإنسانية.

كما اشتُهرت صانعات محتوى في مجال تراث الشعر العربي، مثل "روان ناصر"، وأخريات في مجال الأمكنة التاريخية والبلدان، مثل "ريم خليل".

أما البلوغرات الرجال، فاهتموا بمتابعة القضايا الإنسانية ومساعدة المحتاجين، واشتهر منهم: جاسم العوادي في الخليج، وشادي حلوة في سوريا، وغيث الإمارتي صاحب الشهرة الواسعة عربيًا. ومحمد الكعبي المختص بالسياحة.

الوصول إلى النجومية

مزاحمة بلوغرات الإنترنت للممثلين، تظهر في دعوتهم إلى المناسبات الفنية الشهيرة وتناقل أخبارهم. فالبلوغر هادية غالب، خطفت الأنظار في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، ووضعت أشهر الممثلين في موقف محرج. بحسب وسائل الإعلام.

وسبقتها البلوغر "ريموشكا"، وتسمَّى "مونيكا بيلوتشي العرب"، وتختص بالملابس والإكسسوارات العالمية. وقد وصفتها وسائل الإعلام بخاطفة الأضواء في مهرجانات سينما القاهرة، والجونة، وكان الفرنسية.

ولا تغيب بلوغرات الطبخ واللياقة البدنية عن المشهد، فقد حصلن على ملايين المتابعات، وكثيرًا ما يظهرن بفيديوهات مع نجوم آخرين، مثل البلوغر العراقية سارة، "ملكة بابل"، التي "فاجأت الجمهور" بفيديو جمعها بالإعلامي باسم يوسف.

وتتناسب أهمية البلوغر طردًا، مع عدد المتابعين لديه، بالنسبة للمؤسسات والمنابر الإعلامية والشركات، فوجود المتابعين الكثر، دليل على مدى تأثير البلوغر في الرأي العام.

وتؤكد دعوات البلوغرات إلى مهرجانات فنية وثقافية عربية شهيرة، المكانة المهمة التي كسبها البلوغر، فقال البعض إن البلوغرات القادمة ستزيح النجوم التقليديين، وتستولي بشكل كامل على العرش.

ورافق ذلك، حضور واسع محلي وعالمي، لأصحاب المدونات الأكثر جدية، مثل مدونة "أسامة الرمح" الفائزة بلقب أفضل مدونة عربية في مسابقة "BOBS" العالمية. ومحمد الظرافي الفائز بالجائزة الذهبية في مسابقة "تيك توك" في دبي.

وزاد في أهمية البلوغرات، مسابقات صنّاع المحتوى التي أعلنت عنها الشركات العالمية مثل "يوتيوب"، ويكفي الفوز فيها لنيل النجومية على صعيد عالمي، والحصول على مردود مالي كبير.

ويضاف إليها، مسابقة "لينكد إن" لصنّاع المحتوى، ومسابقة المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية، ومسابقة المحتوى الرقمي العربي برعاية الاتحاد الدولي للاتصالات. ومسابقة اتحاد جامعات العالم الإسلامي الخاصة بمحتوى تعليم اللغة العربية. وغيرها كثير.

انتقادات لصناع المحتوى

ورغم تعرض البلوغرات لاتهامات واسعة، لكنها لم توقف غزوهم الكاسح للنجوم القدامى. وتتركز الانتقادات على لجوء بعضهم إلى الفضائح والإثارة لتحقيق الانتشار. لكن وجود شريحة كبيرة من أصحاب المحتوى الجاد، جعل الانتقادات غير فعالة.

وفي مقال نشرته جريدة الوطن البحرينية، تقول الكاتبة عائشة الصديقي: "التافهون هم الذين يصنعون المحتوى الإعلامي". فيما يقول الكاتب محمد الراجي، في موقع "هسبريس": "المحتويات التافهة تتصدر منصة يوتيوب وتهدد الأجيال الصاعدة".

ورغم صحة الكثير من الانتقادات الموجهة للعديد من البلوغرات العرب، لكن تعميمها على الجميع، لا يبدو منطقيًا، فالمختصون ينظرون إلى الظاهرة كنتيجة للثورة الرقمية، ويمكن استخدامها سلبًا أم إيجابًا من قبل المشتركين.

ويتوقع الكاتب حسين الإبراهيم، المختص بالإعلام الرقمي، في مقال نشره على فيس بوك، اختفاء المؤسسات الإعلامية التقليدية، ليحل مكانها ملايين من المراكز المعلوماتية. مما سيفرض على النجوم التقليديين، التنحي أو الاستمرار والاستفادة من تجربة البلوغرات.

ويتوقع الباحث ماهر مقلد، في مقال نشرته جريدة الأهرام، أن يتطور الأمر بشكل أكبر مع دخول الذكاء الاصطناعي على خط صناعة المحتوى، مما يحتم معرفة التعامل مع هذه الظاهرة لتكون ايجابية، لأن محاربتها لن تفيد.

Advertisements