الارشيف / عرب وعالم

بحث علمي يكشف عن حل واعد للاكتئاب وأمراض القلب

محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 11:09 مساءً - اكتشف باحثون من جامعة تامبيري في فنلندا علاقة وراثية بين الاكتئاب وأمراض القلب، مما يوفر وسيلة واعدة لتطوير أدوية جديدة تستهدف كلا المرضين.

وبحسب الدراسة التي نشرها موقع "نيوزويك"، تم تحديد "وحدة الجينات" المحورية التي تضم 256 جينًا مترابطًا وظيفيًا متورطًا في بداية كلتا الحالتين.

وحدة الجينات هذه، التي تتميز بجينات ذات أنماط تعبير مماثلة عبر ظروف متنوعة، تقف بمثابة مستودع للمؤشرات الحيوية الجديدة للاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن خلال الاستفادة من بيانات التعبير الجيني لـ 899 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 34 و49 عامًا مسجلين في الدراسة الطولية للفنلنديين الشباب، قام العلماء بفحص عينات الدم بدقة.

وقد نشأ مشروع الدراسة الطولية كدراسة حول عوامل الخطر القلبية الوعائية الممتدة من الطفولة إلى البلوغ، وقد مكّن الباحثين من قياس أعراض الاكتئاب من خلال جرد ”بيك“ للاكتئاب، إلى جانب تقييم استعداد المشاركين للإصابة بأمراض القلب.

ومن خلال التعمق في البيانات المجمعة، حدد الفريق وحدة جينية فردية تظهر مستويات التعبير المتغيرة، مما يجعل الأفراد عرضة لمخاطر متزايدة لكل من الاكتئاب وأمراض القلب. وقد سلط المؤلف الرئيسي بينيشا ميشرا الضوء على أهمية هذا الاكتشاف، مؤكدًا على مشاركة ثلاثة جينات بارزة داخل الوحدة، والتي ارتبطت تاريخيًا بالأمراض التنكسية العصبية، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب.

ومن اللافت للنظر أن هذه الجينات تظهر الآن كلاعبين أساسيين في ضعف صحة القلب والأوعية الدموية.

ويعد الالتهاب أمرًا أساسيًا في هذا الارتباط الجيني، وهو آلية مشتركة تدعم التسبب في الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أوضح ميشرا. ومن خلال تسخير هذه الجينات كمؤشرات حيوية موثوقة، فإن احتمال تطوير استراتيجيات وقائية مزدوجة الغرض لمكافحة كلا المرضين أصبح أقرب إلى الواقع.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقة التكافلية بين الاكتئاب وأمراض القلب، والتي تم الاعتراف بها منذ فترة طويلة وإن كان يكتنفها الغموض، وجدت التحقق من صحتها من خلال هذا الكشف الجيني.

إن الارتباط بين هذه الأمراض يتجاوز الفهم التقليدي، ويمتد إلى ما هو أبعد من عوامل نمط الحياة المشتركة مثل الخمول البدني، والتدخين، وتعاطي الكحول، والخيارات الغذائية السيئة. وبدلا من ذلك، تؤكد النتائج الأخيرة على وجود علاقة وراثية عميقة، مما يضع الأساس للتدخلات العلاجية المبتكرة التي تستهدف الاستعدادات الجينية الأساسية. وعلى هذا النحو، فإن الآثار المترتبة على هذا الإنجاز العلمي يتردد صداها بعمق، مما يبشر بتحول نموذجي في إدارة الاكتئاب وأمراض القلب، ومن المحتمل أن يغير حياة عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم.

Advertisements