محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 02:09 مساءً - ذهب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الولايات المتحدة، بدأت تفقد نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي بعد قبول طلب المغادرة من النيجر، وتلقي رسالة مماثلة من تشاد تطلب مغادرة قوات أمريكية تستخدم قاعدة فرنسية هناك في ضربة جديدة للوجود الأمريكي.
وبحسب التقرير، أبلغت الولايات المتحدة، نهاية الأسبوع الماضي، القيادة المخططة للانقلاب في النيجر بأنها ستلتزم بطلبها سحب القوات الأمريكية من البلاد، التي كانت تعمل فيها بدور مكافحة الإرهاب، لأكثر من نصف عقد.
ويُعد الانسحاب المحتمل لمفرزة من القوات الخاصة الأمريكية المتمركزة في تشاد ضربة جديدة للوجود الأمني الغربي في منطقة الساحل، المنطقة القاحلة الشاسعة التي تمتد أسفل الصحراء الكبرى والتي شهدت موجة من الانقلابات في السنوات الأخيرة أطاحت بوسط أفريقيا الهش، وحكومات غربي أفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن خروج القوات الأمريكية من النيجر يأتي في أعقاب وصول مفرزة من المدربين العسكريين الروس، 100 ضابط من الفيلق الأفريقي، وهو عبارة عن قوات شبه عسكرية روسية أعيدت تسميتها لتخلف منظمة فاغنر المرتزقة، التي كان لها وجود واسع ومبهم في أفريقيا، قبل حلّها في أواخر العام الماضي، إلى البلاد هذا الشهر.
ولفت التقرير إلى أن القوات الروسية أخذت على عاتقها تدريب جيش النيجر، خاصة على استخدام نظام دفاع مضاد للطائرات قدمته روسيا.
وقبل ثلاثة أشهر، سافر رئيس وزراء النيجر جوًّا إلى طهران لوضع الخطوط العريضة لخطط تعاون أوثق مع إيران، دون تقديم أي تفاصيل حول طبيعة العقود المتوخاة. وكان هذا سببًا واضحًا لقلق الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.
ويرى استطلاع جديد أجرته مؤسسة غالوب، أن بيانات العام الماضي أظهرت أن الصين سجَّلت أعلى نسبة تأييد لها في أفريقيا، منذ أكثر من عقد من الزمن.
وحصلت على دعم كبير في بلدان غرب أفريقيا؛ ما ساعد على دفعها إلى التفوق على الولايات المتحدة بنقطتين مئويتين.
وخلُص التقرير إلى أنه كان يُنظر إلى واشنطن في منطقة الساحل وغرب أفريقيا على أنها شريك موثوق به دون العباءة الاستعمارية لفرنسا التي هي في طريقها للخروج من المنطقة.
لكن الرسائل الأمريكية إلى حكومات غرب أفريقيا ربما لم تكن فعالة بشكل خاص، وقد تم انتقاد المسؤولين الأمريكيين؛ لأنهم ربما كانوا يتنمرون على نظرائهم الأفارقة في السر.
ويبدو أن الأمريكيين يعانون، بحسب كاميرون هدسون، زميل بارز في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، من نقص في الوعي الذاتي عن كيفية ظهورهم، ويتهربون من المسؤولية ومراجعة السياسات التي اتبعوها لغاية الآن.