محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 09:07 صباحاً - رأى خبراء ومحللون أن إنشاء جدار إسمنتي على جانبي طريق محور نتساريم دليل على طول أمد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكشفت مصادر مطلّعة لـ"الخليج 365" أن الجيش الإسرائيلي شارف على الانتهاء من بناء الجدار بارتفاع 10 أمتار على جانبي طريق محور نتساريم من منطقة جحر الديك شرقًا، حتى شارع الرشيد ومنطقة الزهراء غربًا.
وأفاد مراسل "الخليج 365" في قطاع غزة، بأن الجيش الإسرائيلي قام في وقتٍ سابق بتدمير مناطق سكنية كاملة من أجل إعادة بناء محور ومستوطنة نتساريم.
وقام الجيش في هذا الإطار بإزالة منطقتي الزهراء والمغراقة غربًا إلى جانب أجزاء من شمال مخيم النصيرات، وكذلك الأمر في منطقة جحر الديك.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الدكتور رائد موسى، إن شروع الجيش الإسرائيلي ببناء هذا الجدار يؤدي إلى شطر قطاع غزة بشكل تام، ويجبر المواطنين على التنقل من البوابات التي يفرضها الجيش وبإذن وتصريح وتدقيق منه.
وأضاف موسى في حديث لـ "الخليج 365" أنه من ناحية عسكرية يوفر هذا للجيش الإسرائيلي فرصة دائمة لإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب من الجدار، أو تجاوزه بكل ظروف العمليات الحربية.
وأوضح، أنه حتى لو تم التوصل لهدنة أو وقف إطلاق نار، فإن وجود الجدار يبقي الفرصة للجيش للتعامل معه كخط دفاعي يمنع الاقتراب منه أو تجاوزه، كما أن بناء الجدار يمهد لسيطرة عسكرية طويلة الأمد في القطاع.
وبيّن موسى أنه "يبدو من الصعب أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة دون اتفاق سياسي يوفر كل الضمانات الأمنية المطلوبة".
واستدرك بالقول إن "الجيش الإسرائيلي من المعلوم عنه أنه يشيد الإنشاءات الدفاعية والتحصينات بسخاء حتى لو كانت حاجته إليها لفترة مؤقتة محدودة، وحتى الآن من المستبعد أن يكون وجوده داخل غزة لفترة قصيرة".
قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزةأ ف ب
من جهته قال الخبير في الشؤون السياسية والدولية رائد نجم، إن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال هذه التجهيزات والتحصينات العسكرية إلى بناء مركز قيادة لغرفة عمليات إدارة القطاع، لا سيما أن مركز القيادة قديمًا كان شمالي وادي غزة وفي المكان نفسه.
وأضاف نجم في حديث لـ"الخليج 365"، أن مجلس الحرب الإسرائيلي كان أنهى وضع خطة لعملية عسكرية في رفح لعزلها عن مناطق شمالي وادي غزة، من أجل بناء موقع مركزي لإدارة العمليات في قطاع غزة من محور نتساريم؛ ما يتطلب إجراءات عسكرية وأمنية معقدة.
الجيش الإسرائيلي يسعى إلى التخلص من الكتلة الديموغرافية للسكان شمالي وادي غزة
رائد نجم،لخبير في الشؤون السياسية
وتابع أن العملية العسكرية المحدودة التي كان قام بها الجيش الإسرائبلي على طول محور نتساريم وتحديدًا شمال مخيم النصيرات بهدف توسيع الطريق وإزالة شبكة الأنفاق التابعة لحماس في المنطقة من أجل تأمين المستوطنة دليل واضح على طول مدة المكوث في القطاع.
ولفت نجم إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يسعى منذ اليوم الأول للحرب على غزة إلى التخلص من الكتلة الديموغرافية للسكان شمالي وادي غزة.
وأوضح أن "عدد سكان محافظتي غزة وشمال القطاع يعد الجزء الأكبر من سكان قطاع غزة، وكان لا بد من التخلص من جزء كبير منهم من أجل القدرة على المواجهة وفرض السيطرة".
وأكد أن إسرائيل "تسعى من خلال توسيع محور نتساريم، وبناء الميناء الأمريكي، وشق الطرق العسكرية في عمق القطاع، إلى جانب فتح معابر جديدة، إلى التجهيز لليوم الثاني لانتهاء الحرب".
ونوّه الخبير في الشؤون السياسية بأنه في اللحظة التي ستنتهي فيها العملية العسكرية البرية على مدينة رفح سيكون واضحًا شكل وآلية الحكم في القطاع، وآلية التحكم في المعابر والميناء، لا سيما مع الترتيبات الأمنية التي سيحظى بها".
وأشار إلى الحديث عن رغبة تركيا في أن يكون لها دور فاعل أو على الأقل أن تكون جزءا من تحالف دولي عربي للتواجد في قطاع غزة.
صورة متداولة لمحور نتساريم"إكس"
"حدود آمنة"
من جهته علّق المحلل السياسي محمد دياب بالقول، إنه منذ بدء الحرب وارتكاب عمليات الإبادة بحق 2.3 مليون إنسان مدني أعزل في غزة، كانت الضربات الأولى تشتد في مناطق أكثر من غيرها كالمناطق الحدودية، لتطوير حدود آمنة مع قطاع غزة.
وأضاف دياب في حديث لـ"الخليج 365"، أنه جرى تدمير مدينة الزهراء والجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى منطقة المغراقة حتى وادي غزة، وكان الهدف من تدمير المدينة والجامعات هو إعادة بناء وتشييد "مستوطنة نتساريم".
وقال: "أطلق عليها بعضهم مناطق رخوة رغم آلاف السكان والطلبة الذين يرتادون الجامعات في صباح كل يوم".
وتابع بالقول، إن منطقة الزهراء شكلت ثكنة عسكرية متكاملة الأركان، مهمتها قطع الطريقين الرئيسين: الرشيد وصلاح الدين، وإن كل عمليات القتل ومنع التحرك من الشمال إلى الجنوب كانت مهمة هذه الثكنة العسكرية.
وبحسب المحلل السياسي، يبدو أن تغيير قادة الجيش والكتائب وإرسال المعدات الأكثر تطوراً إلى مدينة الزهراء يأتي لتطوير الثكنة وتحويلها إلى مستوطنة.
أخبار ذات صلة
إعلام عبري: واشنطن اقترحت سيناريوهات جديدة لـ"اليوم التالي" للحرب
وأكد أن هذا دليل واضح على بدء التجهيز لليوم التالي للحرب، لا سيما أن هذه المنطقة تقع مقابل الميناء الذي يشيد الآن.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه الخطوات المتتالية ليست لإقامة ثكنة عسكرية وحسب، وإنما لإعادة الاستيطان العسكري في قطاع غزة.