الارشيف / عرب وعالم

"فايننشال تايمز": الخطر قائم بين إسرائيل وإيران رغم التهدئة

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 03:03 مساءً - قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الخطر بين إسرائيل وإيران لا يزال قائمًا رغم التهدئة فيما بينهما.

وأضافت الصحيفة أن "العالم تنفس الصعداء، بعد رد إسرائيل على القصف الصاروخي الإيراني غير المسبوق، عقب انتظار على مدى ستة أيام بفارغ الصبر".

وأشارت إلى أن "الهجوم، الذي استهدف قاعدة جوية بالقرب من مدينة أصفهان، قد تم توليفه لتجنب المزيد من التصعيد، حيث كان الرد صامتًا في كل من إيران وإسرائيل التي لم تؤكد الهجوم ولم تنفه".

ولفتت إلى أنه بينما قللت طهران من أهمية الحادث برمته، قائلة إنه لم تقع أي أضرار، ولم توجه اللوم مباشرة إلى إسرائيل، وبدا أن الهدوء هو السائد، لم يرغب أي من الطرفين الدخول في صراع مباشر.

وبينت أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن لعب دورًا حاسمًا، إذ هبّ للدفاع عن إسرائيل عندما أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار على الدولة العبرية، لكنه حذر من أن واشنطن لن تشارك في أي رد انتقامي".

وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا على ضبط النفس.

ولمرة واحدة، بدا نتنياهو وكأنه يستمع إلى أصدقاء إسرائيل، على عكس ما حدث في حربها على غزة، وفق الصحيفة.

أخبار ذات صلة

إيران: لم يثبت لنا ارتباط إسرائيل بـ"هجوم أصفهان"

وأضافت أنه "تم تجنب صراع إقليمي شامل، في الوقت الراهن، إلا أن الشرق الأوسط المضطرب يمر بمرحلة جديدة وخطيرة، مع تغيير كل من إسرائيل وإيران لقواعد اللعبة".

واشتعلت الأعمال العدائية في جميع أنحاء المنطقة في الأشهر التي تلت الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وأدى إلى مقتل 1200 شخص، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وشنت إسرائيل هجومها الصاعق على غزة، كما تعرضت إسرائيل والقوات الأمريكية لهجمات من قبل المسلحين المدعومين من إيران.

أخبار ذات صلة

واشنطن: اشتبكنا بنجاح مع مسيرتين أطلقتهما ميليشيا الحوثي

بدورها، ردت إسرائيل بقوة على خصومها، معتقدةً أن إيران وما يسمى بمحور المقاومة يشكلان تهديدًا وجوديًا، على حد وصف التقرير.

وشنّت كذلك ضربات متعددة ضد القوات الإيرانية في سوريا؛ وقد أدى هجومها المميت على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق إلى قيام طهران بوابل من الصواريخ ضد إسرائيل.

وذكرت "فايننشال تايمز" أن الهجوم الإيراني الذي كان الأول بشكل مباشر على إسرائيل من أراضيها، جعلها خطوة محفوفة بالمخاطر من قبل نظام لطالما سعى إلى إبقاء الأعمال العدائية في مسارح خارجية.

وذهبت الصحيفة إلى أنه مع استمرار تصميم الخصمين على استعادة ردعهما، سيظل خطر الاستفزازات والحسابات الخاطئة يخيم على المنطقة.

وأوضحت أن "التهديد المستمر سيستمر في أن يسيء أحدهما تقدير رد الآخر على عمل عدائي، مما يؤدي إلى التصعيد فيما بعد".

وقالت الصحيفة إن الجبهة الأكثر خطورة، هي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله، وكيل إيران الأقوى في المنطقة، إطلاق النار بشكل مكثف منذ ستة أشهر.

وأوضحت أن إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لم يعد بإمكانها التعايش مع مقاتلي حزب الله المتمركزين على حدودها.

واستنتجت أن "الحل الدبلوماسي لهذه الجبهة في الأزمة يبدو ممكنًا ويجب السعي إليه، كما يجب على الولايات المتحدة وحلفائها مواصلة الضغط على جميع الأطراف لضبط النفس، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف الصراع".

وتابعت: "لكن مخاطر سوء التقدير والتصعيد ستستمر طالما استمرت إسرائيل في هجومها على غزة الذي أودى بحياة 34 ألف شخص، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين".

أخبار ذات صلة

"نيويورك تايمز": هجوم أصفهان أثبت قدرة إسرائيل على اختراق دفاعات إيران الجوية

وذكرت أن "حلفاء إسرائيل يدركون ذلك. لكن نتنياهو يصر على أن إسرائيل ستشن هجومًا على رفح، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص، على الرغم من التحذيرات من أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة".

واستطردت: "أما الجهد الواقعي الوحيد لوقف الحرب الذي يكمن في المحادثات الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار كجزء من صفقة لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع - فقد تعثر، مشيرة إلى أن لا حماس، المستنزفة هزمت. ولا نتنياهو على استعداد لتقديم التنازلات اللازمة لتأمين اتفاق.

ودعت الصحيفة إلى عدم تحييد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران عن الأزمة الكارثية في غزة.

كما طالبت الحلفاء أنفسهم الذين التفوا حول إسرائيل عندما تعرضت للهجوم، بمواصلة الضغط على نتنياهو لمنعه من شن هجوم على رفح، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع وتهدئة الهجوم الإسرائيلي.

وأكدت أن على قطر ومصر وتركيا تكثيف الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن.

Advertisements