22 أبريل 2024, 12:15 م
لا جديدَ في حربٍ، تخمد تارة وتشتعل في أخرى بين إسرائيل وإيران، إمّا سياسيًّا بتصريحات تغيب تارة لتظهر مرة أخرى، وإمّا عسكريًّا بين صد ورد، لكنَّ جواب إيران الأخير، كان مفصلًا مهمًّا في خريطة أحداث المنطقة باعتباره ردًّا مباشرًا ولم يأت عبر ذراع إيرانية هنا أو هناك، وإنما بصاروخ "هيجان" الإيراني الذي انطلق من طهران، فأيُّ تداعياتٍ إقليمية في الانتظار، حتى ولو وصف البعض ضربة إيران الأخيرة بالمسرحية ؟
وبعيدًا عن تداعيات الضربة الإيرانية مؤخرًا على الطرفين، والمقصود هنا إيران وإسرائيل، فإن عملية إيرانية كهذه، وسَّعت وفق مراقبين الشرخَ دوليًّا بين كتلة دعمت ولا تزال إسرائيل منذ بداية الحرب وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبا، وبين مَن يرى بإيران مصلحة له في الشرق الأوسط كروسيا والصين؛ ما سيطيلُ أمدَ الحربِ ويخلطُ الأوراقَ مجددًا، ومن قَبل هذا سيوسّع دائرةَ الضربات بين الطرفين، في وقت يؤكد فيه محللون أن إسرائيل ستردُّ على الرد الإيراني، لكنها لن تضربَ عمقًا إيرانيًّا وإنما ستستخدم طريقتها المعتادة في ضرب أذرع إيران في المنطقة والتي قتلت فيها إسرائيل أكثر من 120 عنصرًا من الحرس الثوري الإيراني منذُ السابع من أكتوبر .
على المَقلب الآخر يرى محللون بأن مرحلة ضبط النفس بدأت حتى قبل ضربة إيران التي قيل عنها مسرحية بعدما أخطرت أمريكا بتفاصيلها قبل التنفيذ، بينما ضربت طهران ضربتها لترويض الشارع الإيراني ولرد اعتبارٍ على الورق ليس إلا .
وبين هذا وذاك، يبقى انجرار إيران للضرب المباشر، بعدما كانت تعتمد " الصبر الإستراتيجي " ، تحولًا لا يمكنُ غض النظر عنه، فما أتى بتنسيقٍ هذهِ المرَّة قد يحدثُ مستقبلًا فجأة ودون سابق إنذار .