محمد الرخا - دبي - الأحد 21 أبريل 2024 03:03 مساءً - من المعروف أن الأجيال الشابة تشارك عاداتها المتنوعة في العناية بالبشرة عبر الإنترنت وخصوصًا تيك توك وإنستغرام، لكن يبدو أن الجيل الأصغر سنًّا أصبح مهووسًا بمحاولة وقف آثار الشيخوخة أيضًا.
وفي عدة تقارير صحية، قال الأطباء إن "تيك توك" بات يشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، إذ جعلتهم فيديوهات العناية بالبشرة يضغطون على والديهم ليشتروا لهم منتجات مضادة للشيخوخة باهظة الثمن.
وانتشر هذا الاتجاه على نطاق واسع عبر "تيك توك" في الآونة الأخيرة، فظهر العديد من الفتيات الصغيرات وراء الكاميرا وهن يجربن مستحضرات تجميل وكريمات مضادة للتجاعيد والشيخوخة، مخصصة للنساء في الأربعين من عمرهن، بحسب ما أكده خبراء.
ما سبب هوس الأطفال بتلك المستحضرات؟
قال خبير نفسي لصحيفة "الغارديان": "لقد شهدنا زيادة في عدد الفتيات المراهقات اللاتي يستخدمن مستحضرات العناية بالبشرة، ويستخدمن منتجات مكافحة الشيخوخة قبل الأوان ويقدرن بشكل متزايد الجمال والمظهر الشاب".
وأضاف "سبب ذلك هو سهولة الوصول لمواقع التواصل الاجتماعي. فمثلًا يحتوي "تيك توك"، على وجه الخصوص، على ملايين مقاطع الفيديو المخصصة لهذا الموضوع، وقد بدأنا نرى الأجيال الشابة من المؤثرين يستخدمونها".
واستكمل قائلًا "هناك عامل آخر وهو الخبرة داخل المتجر، والتي تمنح المراهقين والأطفال القدرة على تجربة العينات والمنتجات الموضوعة على الرفوف؛ ما يعد عاملًا حاسمًا في شراء المنتجات".
تأثير مضادات التجاعيد على بشرة المراهقين
قال دكتور الجلدية روس بيري، "بعض جوانب هذا الأمر إيجابية لكن هناك عوامل أخرى سلبية كثيرة، فمثلًا يعد الارتفاع في عدد الأشخاص الذين يرتدون واقي الشمس في سن أصغر أمرًا إيجابيًّا، إذ يمنع الإصابة بعدة أمراض جلدية خطيرة.
أما منتجات مكافحة الشيخوخة، فأجمع الأطباء على أن استخدامها من قبل صغار السن قد يشكل خطرًا على البشرة، لأنها تحتوي على بعض العناصر الثقيلة التي قد تسبب حروقًا جلدية وحساسية مزمنة.
كما قال أطباء آخرون إنه لا يوجد أي دليل يشير إلى أن الكريمات المضادة للتجاعيد فعالة، كما إنها مضيعة للمال.
ضغوط مجتمعية
يرى علماء النفس أن ما يفعله المراهقون ما هو إلا ضغط مجتمعي وثقافي على تحديد الهوية الأنثويية، فالفتاة تتعرض منذ صغرها لضغوط ترغمها على الاهتمام بمظهرها واتباع معايير جمال معينة؛ ما يؤثر على النفسية بشكل واضح.
ونتيجة لما سبق، نرى الفتيات المراهقات مضطرات لمتابعة وشراء كل ما هو جديد في سبيل تعديل مظهرهن.
وفي النهاية حذَّر الأطباء الأمهات والآباء من السماح لبناتهم بشراء او استخدام المستحضرات المضادة للشيخوخة التي لا تناسب أعمارهن، ومحاولة التحدث معهن عن أضرارها ومساوئها المتعددة والخطيرة.