الارشيف / عرب وعالم

السودان.. اتساع دائرة القتال وسط ترقب لاستئناف المفاوضات

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 08:17 مساءً - اتسعت دائرة المعارك العسكرية بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، في عدة مواقع بالسودان، في وقت يترقب فيه السودانيون استئناف التفاوض بين طرفي الصراع بعد أسبوعين.

وتحتدم المعارك حاليا في ولاية الجزيرة وسط السودان، حيث ظل الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه، وكتائب المجموعات الإسلامية، يحاولون منذ أواخر شهر رمضان الماضي التقدم من محاور سنار والفاو والمناقل، باتجاه الجزيرة بيد أن قوات الدعم السريع تتصدى لذلك بعد معارك ضارية تخلف عشرات القتلى والجرحى.

ونشرت "قوات الدعم السريع" عددا من المقاطع المصورة عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، لجنودها وهم يتحدثون عن صدهم لهجمات الجيش السوداني والمتحالفين معه في غرب وشرق سنار، إضافة إلى محوري الفاو شرق الجزيرة والمناقل غربًا.

وأظهرت الفيديوهات أيضًا وقوع مقاتلين من الجيش السوداني بينهم طفل وأجنبي، بأيدي قوات الدعم السريع.

ومنذ شهور ظل الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه يحشدون قواتهم على تخوم ولاية الجزيرة في سنار جنوبًا والقضارف شرقًا والمناقل غربًا؛ بغرض التقدم نحو مدينة ودمدني واستعادتها من قبضة قوات الدعم السريع.

كما أعلنت قوات الدعم السريع على منصة "إكس" تصديها لهجوم شنته من وصفتهم بـ"ميليشيا البرهان وحلفائها من الجهاز وكتيبة البراء ومرتزقة الحركات المسلحة، بمحور الجيلي".

وتقع منطقة الجيلي بمدينة بحري شمال العاصمة السودانية وتطل على ولاية نهر النيل من الناحية الشمالية، التي يحتفظ فيها الجيش بأحد أقوى أفرعه العسكرية في "عطبرة والمعاقيل شندي".

وفي كردفان أعلنت قوات الدعم السريع، يوم أمس الخميس، سيطرتها على موقع استراتيجي في كردفان وهو جبل الداير الذي يمثل نقطة التقاء بين مدن الأبيض شمالاً والدلنج غربًا والرهد شرقًا، وذلك بعد معارك مع الجيش السوداني الذي كان يسيطر على المنطقة.

كما تواصل القصف المدفعي بين قوات الدعم السريع وقوات الاحتياطي المركزي، في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، يوم الخميس؛ ما أدى لمصرع شخص جراء سقوط قذيفة في منزلهم بحي السلام في مدينة الأبيض، على ما أفاد شهود عيان لـ "الخليج 365".

وفي شمال دارفور ما زالت قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر بينما بسطت سيطرتها على مدينة مليط الحدودية مع ليبيا وتشاد، بعد معارك مع القوى المشتركة للحركات المسلحة، في وقت يواصل فيه طيران الجيش السوداني قصف مدن مختلفة بدارفور.

كذلك واصل طيران الجيش السوداني قصفه لولايتي الجزيرة وسنار، بالقرب من منطقة ودالحداد ومصنع سكر سنار وفي مدينة ودمدني مما أدى لسقوط قتلى وجرحى بحي الدباغة وتدمير منازل سكنية، بحسب شهود عيان.

أخبار ذات صلة

بالأرقام.. تعرّف على تكلفة حرب السودان

مفاوضات مرتقبة

ويأتي التصعيد العسكري في السودان تزامنًا مع تصريحات محلية ودولية عن عودة طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات بمنبر جدة في الأسبوع الأول من مايو/ أيار المقبل.

وقال المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) بكري الجاك، في تصريح صحفي إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التزما بالعودة إلى طاولة التفاوض في منبر جدة بعد أسبوعين بدون شروط مسبقة، وذلك بعد تأكيد أمريكي.

وعقد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الإثنين الماضي، مباحثات مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، على هامش مؤتمر باريس الإنساني، تناول مستجدات الأوضاع في السودان، بحسب وزارة الخارجية السعودية.

وكانت المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان قد توقفت، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن انسحب الجيش السوداني من مفاوضات جدة.

وأكملت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الأول، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين، بين نازح ولاجئ في دول الجوار.

Advertisements