محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 08:17 مساءً - في المشهد الغذائي الحديث، غالبًا ما يستحضر مصطلح "الأغذية المصنعة" صورًا للوجبات السريعة أو الأطعمة المعبأة بشكل كبير، والحقيقة أن جميع الأطعمة تخضع لدرجة معينة من المعالجة قبل أن تصل إلى أطباقنا.
وفي تقرير نشره موقع "هاف بوست" الأمريكي، أوضح خبراء أن المعالجة تشمل مجموعة واسعة من الإجراءات، بدءًا من التحضير الأساسي مثل الغسيل والتقطيع إلى الطرق الأكثر تعقيدًا مثل البسترة والتغيير الكيميائي.
وقال الخبراء، إنه في حين أن بعض طرق المعالجة، مثل تقوية الحليب بفيتامين "د"، يمكن أن تعزز القيمة الغذائية، فإن انتشار الأطعمة فائقة المعالجة يثير المخاوف، محذرين من هذه المنتجات.
وأشاروا إلى أن بعض المنتجات تعتمد على مواد مضافة ومواد كيميائية قد تشكل مخاطر صحية، داعين إلى العودة إلى الأطعمة الأكثر بساطة والمعالجة بالحد الأدنى، مع التركيز على الفوائد الصحية للوجبات المطبوخة في المنزل والمنتجات الطازجة.
وبحسب الموقع، فإنه على الرغم من التصورات الشائعة، ليست كل الخيارات "الصحية" ظاهريًا خالية من المعالجة، خاصة فيما يتعلق بالأطعمة المجمدة من تجار التجزئة، مما يؤكد أهمية التدقيق في الملصقات والمكونات.
كما سلط الخبراء الضوء على المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة ببعض مواد التعبئة والتغليف، مثل ثاني أكسيد التيتانيوم، الموجود في بعض المنتجات الغذائية.
وقدم أخصائيو التغذية وجهة نظر دقيقة، متجنبين التصنيفات المبسطة للأغذية على أنها "جيدة" أو "سيئة" بطبيعتها، فمن خلال التأكيد على الأنماط الغذائية الشاملة بدلاً من الأحكام الأخلاقية، دعوا إلى اتباع نهج متوازن في التغذية، وشجعوا على التركيز على تغذية أجسادهم بالأطعمة الكاملة الغنية بالمواد المغذية، مع السماح باعتدال في تناول الحلوى في بعض الأحيان مثل كعكة عيد الميلاد.
وإدراكًا للآثار الفسيولوجية للنظام الغذائي، تناول الخبراء الشكاوى الشائعة، بما في ذلك الإرهاق ومشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالإفراط في استهلاك الأغذية المصنعة، مؤكدين على دور الالتهابات والحساسيات الكيميائية في تحفيز هذه الأعراض، ومسلطين الضوء على أهمية التدخلات الغذائية في إدارة مثل هذه المخاوف الصحية، وفقا للموقع.
وأكد الخبراء على أهمية عدم التقليل من العواقب الطويلة الأجل المترتبة على اتباع نظام غذائي كثيف بالأغذية المصنعة، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة تتراوح بين الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري، والسمنة إلى التدهور المعرفي.
وأوصوا بإعطاء الأولوية للفواكه والخضروات والأطعمة المخمرة والحبوب الكاملة للتخفيف من هذه المخاطر، مع التركيز على آثارها الوقائية ضد الأمراض المزمنة.