محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 07:14 مساءً - مع حلول ذكرى رحيل العالم البريطاني الشهير تشارليز داروين الذي توفي في 19 أبريل/ نيسان 1882، يتجدد الجدل من زاوية أخرى هذه المرة، بعد اتهام "غير محسوم" بأن ما تُعرف بـ"نظرية التطور" تمت سرقتها من عالم مغمور آخر.
وأثار داروين عواصف من الجدل، وتعرض لهجوم واسع، إثر نظرية "النشوء والارتقاء" المعروفة بـ " نظرية التطور" التي جاءت في كتابه "في أصل الأنواع".
ويظن كثيرون خطأ أن النظرية تقول بأن "الإنسان أصله قرد" وهو قول يخالف الحقيقة لأن النظرية تذهب إلى أن كلاً من القرد والإنسان ينحدران من "أسلاف مشتركين" أو (Common Ancestors) وهؤلاء الأسلاف لم يكونوا قردة ولم يكونوا بشرا في الوقت نفسه، بل كانوا كائنات في منزلة بينهما.
ولا تشير النظرية إلى كيفية ظهور الحياة على كوكب الأرض بقدر ما تقدم تفسيرا لآلية تطور واستمرار تلك الحياة.
وتتلخص تلك الآلية ببساطة شديدة للغاية في أن كل كائن حي على وجه الأرض من أول الأميبا وحيدة الخلية إلى الإنسان، لا يمكن أن يستمر في الوجود إلا باكتساب صفات "جديدة " تعينه على البقاء وتمنحه القدرة على التكيف والتأقلم مع البيئة المحيطة بحيث تحدث تغيرات جوهرية في صفاته الموروثة "القديمة" تؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث "طفرة" أو "تطور" في أدائه وقدرته على الاستمرار.
هذه الفكرة في جوهرها أثبتها ووثقها قبل "داروين" عالم أحياء اسكتلندي لم يحظ بالكثير من الشهرة والانتشار هو "باتريك ماثيو" وذلك قبل ظهور كتاب "أصل الأنواع" لتشارليز داروين عام 1859 بـ 28 عاما.
على الأقل هذا ما يتبناه د. مايك سوتون في كتابه المثير للجدل "الاحتيال العلمي: سرقة داروين لنظرية باتريك ماثيو" والذي يثبت فيه أن داروين كان على علم واسع بإنجاز سلفه الاسكتلندي حتى أنه استخدم الكثير من المصطلحات التي صكها قبله "ماثيو" لا سيما مصطلح "الانتخاب الطبيعي".
اللافت أن "سوتون" عالم ولكن في تخصص آخر هو علم الجريمة والأدلة الجنائية وهذا ما جعله يمعن في إدانة "داروين" على طريقة محققي الجريمة فأثبت أن عالم الأحياء الأشهر اجتهد ليخفي إنجاز "باتريك ماثيو" كما أثبت أن الأخير التقى زوجة "داروين" التي اعترفت له أن "نظرية التطور هي الابنة الشرعية لماثيو لكن زوجها تبناها واعتنى بها كأنها ابنته".