الارشيف / عرب وعالم

خبراء: تصريحات بن غفير حول المسجد الأقصى تنذر بتفاقم الأوضاع

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 09:03 صباحاً - طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بالسماح للمستوطنين اليهود بإقامة صلواتهم وشعائرهم التلمودية في ساحات المسجد الأقصى دون قيد أو شرط وفي جميع الأوقات دون تقاسم زمني مع المسلمين.

وتثير تصريحات بن غفير بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، تساؤلات بشأن واقعيتها ومدى ارتباطها بالوضع الداخلي الإسرائيلي والسعي إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر "الابتزاز".

ويشهد المسجد الأقصى، منذ نحو عامين، تقسيمًا زمانيًا ومكانيًا واضحًا، إذ يحظى المستوطنون اليهود بساعتين كاملتين وأكثر واحدة في الصباح وثانية بعد الظهر يستطيعون فيها إقامة صلواتهم في ساحات المسجد الاقصى بعد طرد المصلين بالقوة من قبل الشرطة الإسرائيلية التي تؤمّن اقتحام المستوطنين.

إلا أن الوزير بن غفير يريد أن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو تمكين المستوطنين من أداء صلواتهم في أي وقت شاءوا ودون أي تقاسم زمني مع أحد، ما يعني أن يتحول المسجد الأقصى إلى مصلى يهودي على مدار اليوم.

ووفق المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، فإن "مثل هذه المطالبات من شأنها أن تفجر الأوضاع في المنطقة وتشعل الصراع أكثر من جديد لا سيما مدن الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، حيث إن هذه المطالبات هي دعوة رسمية بنفي الصبغة الإسلامية تمامًا عن المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي" .

وأضاف منصور لـ"الخليج 365"، أن "بن غفير يحاول من خلال هذه المطالبات -والتي لن تجري الموافقة عليها- أن يبتز نتنياهو ويضغط عليه من أجل تحسين ساعات اقتحام المسجد الأقصى وإعطاء حرية أكبر للمستوطنين لأداء شعائرهم الدينية من الانبطاح وذبح القرابين".

وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية، أن نتنياهو دعا بن غفير إلى فندق قرب بلدة قيسارية للحوار والنقاش معه حول هذه المطالبات، مؤكدًا له بأنها ستفجر الأوضاع في المنطقة، وتعرّض الحكومة إلى عزلة دولية ومساءلات كبيرة من أطراف ترعى الحل السياسي للصراع، إلا أن بن غفير أصر على عرض هذه المقترحات للمداولة في الكابينيت للتصويت عليها بالأكثرية.

وعلّق منصور قائلًا: "يخشى نتنياهو من أن يقدم بن غفير على خطوة من شأنها أن تسقط الائتلاف الحكومي والذهاب إلى انتخابات مبكرة في هذه الفترة الحساسة، وبالتالي يسعى بشتى الطرق إلى احتوائه وإرضائه بما يحول دون إسقاط الحكومة".

تحقيق المكاسب

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة منصور العايدي، إن "الوزير المتطرف بن غفير، يعلم جيدًا كم هو مهم في الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو لا سيما في ظل هذه الفترة الحرجة، وبالتالي فهو يسعى إلى تنفيذ جزء من مطالبه مستغلًا حاجة نتنياهو للمحافظة على الائتلاف الحكومي وعدم الذهاب إلى انتخابات مبكرة".

وأضاف العايدي لـ"الخليج 365": "برأيي يسعى بن غفير من خلال هذه المطالبات إلى رفع أسهمه وسط الجمهور الإسرائيلي الذي بدأ يتحضر شعبيًا وسياسيًا داخل الأحزاب إلى مرحلة ما بعد الحرب".

وتابع: "لذلك نلحظ بأن بن غفير دائمًا يشعل الإعلام بتصريحاته المتطرفة ليبقى في المشهد ويعزز من دوره في أي مرحلة مقبلة لا سيما في ظل سيطرة اليمين الإسرائيلي والذي يعتبر جزءًا منه".

ورأى العايدي، أن "بن غفير لا يمكنه الاستغناء عن نتنياهو كونه الراعي الأول لليمين الإسرائيلي الذي يعد نفسه جزءًا منه، وهو لن يذهب أبدًا وبأي حال من الأحوال إلى إسقاط الائتلاف في هذا التوقيت".

وأشار إلى أن "مطالبات بن غفير وتصريحاته لا تتعدى كونها ابتزازًا سياسيًا يسعى من خلالها إلى تنفيذ جزء من برنامج حزب القوة اليهودية الذي يترأسه".

Advertisements