الارشيف / عرب وعالم

5 عوامل تجعل الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني "حتميًّا"

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 17 أبريل 2024 09:07 صباحاً - تدفع عدة عوامل رئيسة متعلقة بالهجوم الإيراني على إسرائيل، المستوى السياسي والعسكري في تل أبيب إلى تنفيذ ردّ قويّ وحتمي ضد إيران.

ورغم التباين في داخل إسرائيل من جهة، وبين واشنطن وتل أبيب من جهة أخرى، حول ضرورة الرد، وشكله، وحجمه، والتعامل مع تداعياته، من خلال دراسة ردود الفعل المتوقّعة لإيران، إلا أن ثمة ما يدفع إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، إن "بلاده لا تملك خياراً سوى الرد على إيران؛ لأن صمت إسرائيل يعني تحوّلها إلى هدفٍ مستباح للصواريخ الإيرانية".

فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن "إيران تقوم بشكل مباشر ومن خلال وكلائها في المنطقة بحملة عدوانية واسعة النطاق لا تهدّد إسرائيل فحسب، بل الشرق الأوسط بأكمله"، داعياً لموقف دولي موحّد ضد ما أسماه بـ"العدوان الإيراني".

بدورها، نقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "القيادة السياسية والأمنية قرّرت أن يكون الرد على هجوم إيران حازماً ولا يدفع المنطقة للحرب"، فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إلى أن "إسرائيل تستعدّ للرد على إيران خلال وقت قصير".

أخبار ذات صلة

واللا: ضبابية في الموقف الإسرائيلي بشأن الرد على الهجوم الإيراني

بطارية للقبة الحديدية الإسرائيليةأ ف ب

تغيير قواعد الاشتباك

ويمثّل العامل الأول الذي يدفع إسرائيل للرد على الهجوم الجرأة الإيرانية في تغيير قواعد الاشتباك، حيث إنه وللمرة الأولى تهاجم طهران أهدافًا في العمق الإسرائيلي بشكل مباشر، بعد أن كانت تعتمد بشكل أساسي على الردّ عبر وكلائها في المنطقة ومن خارج الحدود الإيرانية.

ووفق الخبير في الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، فإن "تغيير إيران قواعد الاشتباك من أكثر العوامل التي ستدفع إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران، تُعيد بها تلك القواعد لما كانت عليه في السابق؛ ما يمثّل أداة ردع للجرأة الإيرانية غير المسبوقة".

وتابع عبد الواحد، لـ"الخليج 365": "الرد على ذلك ربما يكون من خلال الهجمات العسكرية المباشرة على منشآت إيرانية حساسة، تُعطل التقدم الإيراني بالبرنامج النووي، إضافة إلى هجمات سيبرانية تُلحق ضرراً كبيراً بالمصالح الإيرانية بالداخل والخارج".

ضرب أهداف إستراتيجية

وفيما يتعلق بالعامل الثاني، فإن استهداف الهجوم الإيراني لمواقع عسكرية إستراتيجية في إسرائيل أبرزها قاعدة نفاتيم، يمثّل مؤشراً خطيراً لدى تل أبيب حول قدرات طهران العسكرية، وسعيها لتعطيل منشأة إستراتيجية إسرائيلية، رغم أن طهران كانت تسعى لرد محدود.

ويُنظر للأهداف الإيرانية إلى أنها رسائل مبطّنة لإسرائيل حول إمكانية استهداف مواقع أكثر حساسية في أي هجمات مقبلة، وبشكل خاص مفاعل ديمونا النووي، وهو من أكثر الأماكن الإستراتيجية في إسرائيل، وفق اللواء محمد عبد الواحد.

ويوضح عبد الواحد، أن "للأماكن المستهدفة من الهجوم الإيراني دلالات عسكرية ورمزية، وهي رسالة لإظهار القوّة الإيرانية ضد إسرائيل"، مؤكداً أن نوعية الأهداف التي ضربتها إيران تجعل إسرائيل مضطرة للرد للحفاظ على هيبتها ورمزيّتها العسكرية بالمنطقة.

وأضاف أن "إيران تروّج لأنها حققت نفوذاً في المنطقة من خلال ضرب الأهداف الإستراتيجية؛ ما منح ثقة لحلافائها في المنطقة، على اعتبار أنها وجهت ضربة بمئات الصواريخ لأماكن لم تجرؤ أي دولة على مهاجمتها من قبل".

أخبار ذات صلة

هل يُشعل الرد الإيراني حربًا مفتوحة في المنطقة؟ (فيديو إرم)

لقطة من فيديو تُظهر مسيّرة إيرانية تستهدف إسرائيل

لقطة من فيديو تُظهر مسيّرة إيرانية تستهدف إسرائيلNBCNEWS

استخدام الصواريخ الباليستية

ويمثّل قصف إيران لإسرائيل وقواعدها العسكرية بالصواريخ الباليستية، وليس الاكتفاء بإطلاق طائرات مسيّرة نوعاً من أنواع كسر توازن الردع بين الجانبين؛ ما يجبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على توجيه ضربة أقوى، خاصة أنه لا يمكن لإسرائيل السكوت أمام ذلك، وفق ما ذكر أكثر من مسؤول عسكري إسرائيلي.

فالهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية أضرَّ بسمعة إسرائيل العسكرية، ووضعها في موقف حرج يؤكد قدرة طهران على استخدام مختلف أنواع الأسلحة ضد تل أبيب، على الرغم من أن الرؤوس الحربية لهذه الصواريخ كانت ضعيفة، وفق عبد الواحد.

وأشار الخبير الأمني، إلى أن "استخدام الصواريخ الباليستية يشير إلى أن إيران تهدد إسرائيل بإمكانية استخدام أسلحة ورؤوس حربية أقوى من التي استخدمت في الهجوم، وأنها لن تتردّد في استخدامها بأي تصعيد مقبل".

واستكمل: "هذا إنذار من إيران لإسرائيل بأنها في المرة المقبلة ستوجّه أسلحة أقوى وأشد خطورة، الأمر الذي يدفع تل أبيب لتعزيز قوة ردعها من خلال تنفيذ هجوم أقوى وأعنف يمثّل ردًّا قاسيًا ورسالة بأنه لا يمكن القبول بتجاوز إيران للخطوط الحمراء".

أخبار ذات صلة

هل يؤثر الهجوم الإيراني على إتمام صفقة الأسرى بين إسرائيل و"حماس"؟

فكرة "وحدة الساحات"

كما يبرز عامل حاسم سيدفع إسرائيل للرد بشكل ضروري على الهجوم الإيراني، يتمثل في تنفيذ إيران لهجومها من جبهات متعددة، فعلاوة على توجيه صواريخ وطائرات مسيّرة من الأراضي الإيرانية؛ إلا أنه تم تنفيذ هجمات من دول أخرى.

ويعدّ الهجوم متعدد الجبهات بمثابة رسالة إيرانية لإسرائيل تتمثل في أن طهران قادرة على الدخول في حرب واسعة، وأن لديها قدرات عسكرية تمكّنها من تحقيق النصر في حال اندلاع مثل هذه الحرب، حسب عبد الواحد.

ويضيف: "الهجوم الإيراني من جبهات مختلفة سيدفع إسرائيل للرد بالطريقة ذاتها، حيث من المتوقع أن يتم توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية بمساعدة أمريكية ضد الأراضي الإيرانية، إضافة لاستهداف حلفاء طهران في المنطقة، وتحديداً في العراق وسوريا واليمن.

ورجح عبد الواحد، أن تشهد الأيام المقبلة توجيه إسرائيل ضربة عسكرية محدودة ضد إيران وحلفائها؛ ولكن في إطار متفق عليه بين تل أبيب وواشنطن، وبما يمنع الانجرار نحو حرب مفتوحة في المنطقة، ويحافظ على هيبة جميع الأطراف، وفق تقديره.

وتعمل إسرائيل على تفكيك إستراتيجية "وحدة الجبهات" التي تحاول إيران فرضها في المنطقة، من خلال دفع جميع أذرعها ووكلائها للعمل كجبهة واحدة، وتمرير إستراتيجية أن استهداف أي من هذه الجبهات سيدفع بقيّتها للرد، وهو ما تنظر إليه إسرائيل على أنه إخلال بالردع الذي تحاول تل أبيب ترسيخه.

أخبار ذات صلة

اختلال "توازن الرعب".. موقع إسرائيلي يحذر من "جرأة" الهجوم الإيراني

مقاتلة إسرائيلية تتأهب لصد الهجوم الإيراني

مقاتلة إسرائيلية تتأهب لصد الهجوم الإيرانيالجيش الإسرائيلي

موقف حركة حماس

وتمثل خشية إسرائيل من استفادة حركة حماس من زخم الهجوم الإيراني في تحسين موقعها التفاوضي خلال مفاوضات الإفراج عن الرهائن في غزة، هاجساً تتعامل معه تل أبيب بحذر شديد، وتسعى لتبديده.

وربط أكثر من تقدير أمني إسرائيلي، بما في ذلك التقدير الصادر عن جهاز الموساد بأن الهجوم الإيراني رفع من معنويات حركة حماس، ودفعها لرفض المقترح الأمريكي الذي قدمه الوسطاء للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، ورأى أن حركة حماس تتناغم مع المخطط الإيراني لإثارة الفوضى في الشرق الأوسط.

وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن "الهجوم الإيراني يمكن أن يشجّع زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار على أن يدّعي بعض التقدم في محاولته لإشعال الساحات، وهو ما يشكّل إنجازاً جزئياً بالنسبة لحركة حماس، ويرتبط إنجازه الثاني بالتسبب في أزمة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو".

Advertisements