16 أبريل 2024, 3:06 م
حالة من التوتر الملحوظ .. باتت تصبغ تفاصيل العلاقة الأردنية - الإيرانية بعد تنفيذ الأخيرة لهجوم الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، وحالة الغضب الأردنية التي ترافقت مع عبور عدد من القطع العسكرية الإيرانية أجواء الأردن قبل أن يتم إسقاطها من قبل القوات الجوية في خطوة لا تعريف لها سوى أنها اختراق لأجواء المملكة تسبب في تعريض أمنها وسلامة مواطنيها للخطر..
فبعد الأوقات العصيبة التي عاشها الأردنيون ليلة الهجوم على إسرائيل خلال مراقبتهم المسيرات الإيرانية وهي تعبر سماء بلادهم، بدأت تصريحات الحكومة الأردنية تتوالى حيث أكدت بالمجمل على أن الأردن لن يكون مسرحًا لحرب إقليمية، أما في تفاصيل تلك التصريحات فجاء تعليق وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة الذي أشار إلى "أن الأردن لم يمنع إيران من تحرير فلسطين أو إزالة إسرائيل من الوجود كما تتحدث منذ وصول الخميني إلى الحكم"، مضيفا بأن "إيران تمتلك مشروعا في المنطقة، وهو ليس فلسطين إنما هو مشروع فارسي توسعي حيث باتت القضية الفلسطينية إحدى الأدوات التي تستغلها طهران من أجل ذلك"، فالهجوم الأخير الذي شنته إيران لم يكن إلا ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق، فكيف ترفض طهران وأبواقها اختراق سيادتها وقنصليتها، بينما تقوم في الوقت ذاته باختراق دولة قدمت لفلسطين ما لم تقدمه هي أو سواها ؟ هذا ما تساءل عنه الوزير الأسبق خلال تعليقه على ما جرى، بينما رأى عضو البرلمان الأسبق محمد القطاطشة أن عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات التي تنفذها الميليشيات على حدود الأردن مع سوريا والعراق ما هي إلا أداة لتنفيذ مشروع إيران في المنطقة، مؤكدًا على امتلاك بلاده الحق في إسقاط أي جسم غريب يعبر أجواءه..
وبالعودة إلى ماضي العلاقات الأردنية – الإيرانية فلا تغيب عن أحد حالةُ التوتر والحذر التي خيّمت على علاقة البلدين بعد إسقاط حكم الشاه عام 1979 حيث قطعت عمّان علاقاتها الدبلوماسية مع طهران آنذاك، ومع أن العلاقات الدبلوماسية قد عادت بين البلدين بعد وفاة الخميني عام 1989 إلا أن شرارة التوتر اندلعت مجددًا عام 2002 عقب تلقي معلومات عن محاولات إيرانية لزعزعة أمن البلاد، جاءت بعدها تصريحات الملك عبد الله الثاني التي حذر فيها مما وصفه بـ الهلال الشيعي، فمنذ عام 2016 أحجم الأردن عن تعيين سفير له في إيران حيث يقتصر التمثيل الدبلوماسي على بعثة مصغرة..