محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 02:21 صباحاً - بين أن "تلعب بالحب" و"تحب اللعب"، تنجدل الخيوط الدرامية لمسلسل "لعبة حب"، الذي بدأ عرضه أخيرًا على قناة "MBC" ومنصة شاهد.
صحيح أن المسلسل مقتبس عن عمل تركي نال شهرة واسعة بعنوان "حب للإيجار"، لكنه جاء بمعالجة منطقية موفقة أبعدت عنه أية غربة على صعيد الحكاية.
ويتعلق موضوع الحكاية الأساسي بأن تلعب بالحب؛ إذ تبدأ الحلقة الأولى بحلم لـ"سما" (نور علي)، التي ترى نفسها ساندريلا بحذائها الشفاف في قصر منيف مع أميرها الجميل، لكن جدَّتها (نهاد عاصي) توقظها من جماليات ذاك الحلم في السادسة والنصف صباحًا، رغم أن وظيفتها تبدأ في الحادية عشرة، لتُعيدها إلى الواقع المرير الذي تعيشه بمفارقاته وقسوته.
تذهب "سما" إلى عملها نادلةً في مطعم، وهناك تشارك من دون إرادتها في لعبة قام بها الشاب "مالك" (معتصم النهار) للهروب من صبية تافهة أجبرته زوجة عمه "فريدة" (شكران مرتجى) على مواعدتها، بادّعائه أن "سما" هي حبيبته التي تغار عليه، ويُخْرِجها إلى بوابة المطعم بعد أن أغلق فمها بيده، وزيادةً في إثارة غيرة تلك الفتاة التافهة، يقبّل مالك سما، فيطردها مدير المطعم من عملها.
مشهد من مسلسل لعبة حبمتداولة
يضاف لذلك اكتشافها أن أخاها (حازم زيدان) لم يسدد إيجار منزلهم منذ ثلاثة أشهر، والأنكى أنه مُهدد من قبل عصابة ستقتله إن لم يسدد مبلغ خمسة آلاف دولار؛، ما اضطرها للرضوخ لطلب "فريدة" (شكران مرتجى) بأن تلعب لعبة تمثيلية توقع من خلالها "مالك" (معتصم النهار) ابن أخ زوجها، المعتكف عن الزواج، في حبها؛ كي لا تخسر فريدة العز والجاه الناجم عن ثروة حماها (حسام تحسين بيك).
ولتحقيق ذلك، كان لا بد من تهيئة "سما" لتصبح مساعدة "مالك" الأساسية في عمله كصاحب علامة تجارية مهمة في صناعة الأحذية النسائية، بمعنى انتشالها من بيئتها الفقيرة وتغيير سلوكها وزيادة معارفها في الإدارة وتنظيم الوقت، خاصةً أن "مالك" مهووس بالدقة، "ولا يشتغل أي شيء إلا على الليبرة".
في خضم ذلك، يبدأ موضوع "حب اللعب" على مستوى أداء الممثلين والمفارقات الكوميدية التي يقعون فيها، خاصةً مع عفوية "سما" الزائدة وبساطتها المفرطة، في مقابل جدية "مالك" الذي لا يضحك للرغيف الساخن، كما يُقال.
وفي موازاة ذلك، يتمركز الثنائي شكران مرتجى وزوجها "سلطان" (أيمن رضا)، فبينما يرغب كلاهما في تزويج ابن أخيه، إلا أن سلطان مُحبّ للنساء عمومًا، ولا يترك أية فرصة إلا ويستغلها للتقرب منهن، على العكس من "مالك"، الذي كان عصاميًا ورفض أموال جده وبنى شركته بنفسه، إلا أن عمه "عطّال بطّال" لا عمل لديه سوى معاكسة النساء.
تتوالى المفارقات عندما يرى موظفو الشركة أن "سما" نزلت عليهم من السماء، خاصة "سيرين" (ساشا دحدوح) الراغبة في امتلاك "مالك" وإيقاعه في حبها، رغم معارضة "فريدة" الشديدة لذلك، وزيادةً في بلَّة الطين فإن شريكه "رامي" (جو طراد) واقع في حب "سيرين".
أخبار ذات صلة
معتصم النهار يعترف بـ"عدم وفائه" لزوجته
هنا، تتركب الأحداث وتتصاعد الحكاية وتتشابك خطوطها عندما يستشعر "مالك" أنه بات ميالًا إلى "سما" على غرابة تصرُّفاتها في بعض الأحيان، وكثرة كلامها، وإصرارها على تذكيره بأنهما التقيا سابقًا، لنكتشف شيئًا فشيئًا أنه لم ينسها، وأنه يلعب، بدوره، للحفاظ على هيبته وخصوصية حضوره أمام موظفيه.
وإلى جانب "اللعب بالحب" و"حب اللعب"، في النص الذي أعدته "رغداء شعراني"، تأتي رؤية المخرج التركي، فيدات أويار، لتضيف جماليات كثيرة على الحكاية، سواء في حركة الكاميرا أو زوايا التصوير وتدوير الصورة رأسًا على عقب أحيانًا، وأيضًا في إدارة الممثلين بمساعدة المخرج السوري عروة العربي، لنكون أمام حكاية كوميدية تركية ناجحة في تعريبها، ويُبرَّر فيها الاهتمام بالأزياء والديكورات والماكياج وما إلى ذلك؛ لأنها تنبع من جوهر الحكاية، ولا تأتي فقط كنوع من الزينة التي تتبعها أعمال أخرى.