الارشيف / عرب وعالم

"جرائم حرب ونهب مسلح".. اتهامات للجيش السوداني بارتكاب انتهاكات جسيمة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 02:13 مساءً - يواجه الجيش السوداني اتهامات من مواطنين ونشطاء ومراقبين بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال الحرب التي تدور رحاها منذ نحو سنة مع قوات الدعم السريع.

ويرصد متابعون مظاهر هذه الانتهاكات التي تبلغ في بعض مظاهرها "جرائم حرب" وتتراوح بين القتل والتنكيل والهجمات العشوائية وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم.

ووفق تقرير لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، صدر أواخر فبراير/ شباط الماضي، فقد تولى الجيش تسليح 255 ألف شاب في معسكرات في جميع أنحاء البلاد منذ بدء الصراع، إضافة إلى الاستخدام المفرط للقوة، ما أدّى إلى مقتل عشرات المدنيين.

واستند التقرير إلى مقابلات مع  303 من الضحايا والشهود، بما في ذلك عشرات المقابلات التي أجريت في إثيوبيا وشرق تشاد، إضافة إلى تحليل الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الاصطناعية ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى.

ومثلت مقاطع الفيديو التي تم تداولها في فبراير/ شباط الماضي على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة كبيرة ومصدر إحراج للجيش السوداني.

وتُظهر المقاطع عناصر يتبعون الجيش وهم ينكّلون بجثث أشخاص قيل إنهم من قوات الدعم السريع.

وتضمن الفيديو مشاهد مروعة لمجموعة من الأشخاص يرتدي بعضهم الزي العسكري، وهم يحملون رؤوسًا مقطوعة، ويتناقلونها بين أيديهم في ما يشبه الاحتفال والتباهي بالقتل.

أخبار ذات صلة

السودان.. فيديو صادم عن بشاعة الحرب والشبهات تحوم حول الجيش

وتقول مصادر مستقلة إن الرؤوس المقطوعة تعود لطلّاب سودانيين تم قتلهم "على الهوية" واشتبه الجيش في أنهم تابعون لقوات الدعم السريع، بناء على انتمائهم العرقي.

وأدانت قوى مدنية ناشطة في السودان مقاطع الفيديو المتداولة، واعتبرت أنّ خطابات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان منذ اندلاع الحرب كلها "تحريضية، وتعزز الروح الانتقامية لدى عناصر الجيش".

 وكان البرهان صرَّح في يناير/ كانون الثاني الماضي بأن الجيش سيُقاتل قوات الدعم السريع "حتى تنتهي أو ننتهي"، وفق تعبيره.

ويواجه الجيش السوداني اتهامات بارتكاب هجمات عشوائية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بما في ذلك مواقع تؤوي نازحين، خصوصًا في العاصمة الخرطوم وكذلك في كردفان (جنوبًا) ودارفور (غربًا) وفقًا لتحذيرات مراقبين أمميين.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حذّر 12 خبيرًا في الأمم المتحدة من انتشار العنف الجنسي على نطاق واسع، بدوافع عرقية في بعض الأحيان أو باستخدامه "كأداة حرب" في السودان.

انتشار العنف الجنسي على نطاق واسع بدوافع عرقية أو "كأداة حرب" في السودان

خبراء أمميون

وأشار الخبراء إلى أنّ "بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب"، داعين إلى إجراء "تحقيق سريع وشامل وفعّال وشفّاف ومستقل ونزيه" وإلى "إحالة المسؤولين إلى القضاء".

وفي السياق ذاته، وبينما يشتد النزاع على الأرض، يتحدث عدد من المواطنين السودانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن "سرقات ممنهجة ونهب مسلح" يقوم بها أشخاص، بعضهم ضبّاط، وهم يرتدون زي الجيش، في عدد من أحياء أم درمان القديمة التي سيطر عليها قبل أسابيع.

ويقول السودانيون إنهم تقدموا بشكاوى إلى قيادة القوات المنتشرة في أم درمان لكن يتم تجاهلها.

وأكدت صحف محلية سودانية في وقت سابق أن أحياء أم درمان القديمة شهدت عمليات نهب واسعة، نفذها جنود سودانيون وأفراد مستنفرون لدعم الجيش والقتال إلى جانبه، غداة سيطرة القوات المسلحة على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون وأحياء في أم درمان القديمة.

وقال شهود إن "جنودًا بزيّ الجيش السوداني ومؤيدين لهم ارتكبوا انتهاكات واسعة في أحياء أم درمان القديمة، بما في ذلك أعمال نهب وسلب وسرقة وتخريب منازل المواطنين.

ويقول الجيش إنه يعتبر ذلك "مشروعًا" وإن ما يتم نهبه إنما هو "غنائم" تركتها قوات الدعم السريع التي سبق أن سيطرت على المدينة.

وإضافة إلى ذلك يجري استغلال وحدات من الجيش لمنازل المواطنين واستخدامها منصات لقناصته ومقار عسكرية له.

أخبار ذات صلة

بين ترحيب وتنديد.. مشروع قرار أممي للتحقيق في انتهاكات السودان

ويشتكي مواطنون من حجم الضرر الذي لحق بهم وبممتلكاتهم ومنازلهم جراء القصف الجوي والمدفعي العشوائي للأحياء السكنية بالعاصمة.

ويتهم محللون الجيش بتعمد تركيز منشآته داخل المدن وبين الأحياء السكنية لاتخاذ المدنيين "دروعًا بشرية" في حربه القائمة ضد قوات الدعم السريع.

Advertisements