محمد الرخا - دبي - السبت 13 أبريل 2024 07:06 مساءً - مع انتهاء عرض الحلقات الأخيرة من المسلسلات، أُعلن عن أجزاء ثانية لبعض الأعمال منها: "العتاولة"، و"جودر"، و"أشغال شاقة"، التي ستقدم في رمضان 2025.
ولا يعتبر أسلوب الأجزاء جديداً على الدراما التلفزيونية، فقد سبق أن طالت أجزاء بعض المسلسلات فتجاوزت العشرة مثل "باب الحارة"، وبعضها وصل إلى سبعة أجزاء مثل "الكبير أوي"، ومنها أيضاً "صبايا"، و"كسر عضم".. وغيرها.
أجزاء لاحقة لا تضاهي الجزء الأول
ويدل اللجوء إلى الأجزاء المتتالية، على مشكلة في توفر النصوص المناسبة والجهات المنتجة والممولة؛ فإطالة عمر مسلسل ناجح عبر أجزاء لاحقة، أقل مجازفة، بالنسبة لصناع العمل، من تبني فكرة جديدة قد لا تنجح.
يقول الناقد علي الراعي، لـ"الخليج 365": أثبتت التجربة أن الجزء الثاني من المسلسل، أقل إبداعاً من الأول. وسبب اللجوء إلى الأجزاء هو محاولة البناء على نجاح الجزء الأول، لكن ذلك لا ينجح بشكل عام".
مشهد من مسلسل أشغال شاقةمواقع تواصل
أخبار ذات صلة
رشيد عساف لـ"الخليج 365": "كسر عضم" دعوة للحفاظ على سلامة المجتمع السوري
وأدى ارتباط الموسم الدرامي بشهر رمضان المبارك، إلى غلبة مسلسلات الثلاثين حلقة، مع أن الكثير منها كان يمكن إنجازه بخمس عشرة حلقة أو أقل، وهو ما يجعل العمل في يبدو مملًّا بعد حلقاته الأولى.
ويفضل الراعي، اللجوء إلى أسلوب المسلسلات القصيرة مثل العشارياتن والسباعيات، والفيلم التلفزيوني ذي الحلقة الواحدة، وذلك للابتعاد عن التكرار، وتناول مواضيع جديدة.
ويشير إلى الجزء الثاني من "كسر عضم" الذي فشل مقارنة بالجزء الأول.
وفي بعض مسلسلات الأجزاء المتتالية، اختلفت شركة الإنتاج مع بطل المسلسل بعد عرض عدة أجزاء منه، فاضطر كاتب السيناريو لتعديل الأحداث بحيث يموت البطل أو يختفي ليخرج بطل جديد.
من جهتها ترى الروائية نور قزاز، أن مشكلة الأجزاء هي "المطمطة والحشو"؛ من أجل إطالة الأحداث والزمن لتحقيق عدد الحلقات المطلوب.
وتضيف قزاز لـ"الخليج 365": "إذا كانت الأجزاء المتتالية، مبنية بشكل جيد وتنطوي على الإثارة والقصص الجديدة، لا مشكلة فيها، لكن السمة العامة هي التكرار بلا هدف".
ويرى علي الراعي، أن وجود الأجزاء الكثيرة المتتالية من العمل الدرامي، دليل على أزمة بنيوية في هذه الصناعة، تجعلها رهينة دائماً للتسويق وضمان البيع، وليس للتجديد والبحث عن أفكار ومواضيع مختلفة.
ويضيف: "من حق المخرج وشركة الإنتاج، التفكير بكيفية نجاح العمل لضمان تسويقه. لكن الأجزاء المتتالية قد لا تكون هي الحل، والجميع يعلم حجم الانتقادات التي تعرض لها مسلسل باب الحارة؛ بسبب الأجزاء الطويلة".
أخبار ذات صلة
الفنان طارق لطفي لـ"الخليج 365": العتاولة قدّمني في لون شعبي لأول مرة
نجوم مسلسل العتاولةمواقع تواصل
ارتباط المشاهد بالبطل
وتعرضت مسلسلات الأجزاء إلى هزات كبيرة، وفقدت متابعيها؛ بسبب عدم قدرتها على الاحتفاظ بالأبطال في أجزائها اللاحقة.
ويذكر من المسلسلات الشهيرة التي تأثرت بغياب البطل، غياب محمود عبد العزيز عن "رأفت الهجان"، ويحيى الفخراني وصلاح السعدني عن "ليالي الحلمية"، وغياب عباس النوري "أبو عصام" عن "باب الحارة".
ويفرض غياب النجم على صناع العمل، إما تغيير مسار الأحداث لتؤدي إلى مقتله ورحيله، أو إيجاد بطل بديل يجاريه في الأداء. لكن ارتباط المشاهد بالبطل القديم، ظل هو السائد، خاصة إذا كان نجماً من الصف الأول.
ويقول المخرج مأمون الخطيب لـ"الخليج 365": "المشكلة أن أهمية الأجزاء تأتي عند الشركات بعد نجاح الجزء الأول، وليس بسبب أهمية وقيمة العمل، بل استسهال في رأس المال، واستثمار وجود نفس الأسماء، وأحياناً يكون "استرخاص" للعاملين في المشروع ونوع من الاستغلال لهم".
ويرى الخطيب أن فكرة الأجزاء تفرض نفسها بسبب عدم القدرة على احتواء القضية في جزء واحد، لكنها حالة نادرة، فالغالب في مسلسلات الـ30 حلقة هو المماطلة والتطويل في الجزء الأول، فكيف بالبقية؟
ويضيف: "أنا لست مع الأجزاء التي تطرأ فجأة في الذهن كاستثمار.. وربما أقبلها في حال كانت القضية تستحق ومكتوبة بالأساس على هذا الأساس".
وفي حال كثرت مسلسلات الأجزاء الثانية، التي يمكن أن يعلن عنها خلال الأيام القادمة، فإن ذلك يبين سلفاً ملامح موسم العروض المنتظر في رمضان 2025.